البلاد.نت- حكيمة ذهبي- لم يشأ المترشحون الخمسة، ترك الصدف تصنع انطلاقتهم في السباق نحو قصر "المرادية"، فاختار كل واحد منهم رمزا يراه "فأل" خير عليه، يمكّنه من كسب نقاط وتدشين إيجابي لحملة، هي الأصعب على الإطلاق في تاريخ الانتخابات الرئاسية في الجزائر. في "البريد المركزي" كان عبد القادر بن قرينة، يبحث عن "الشرعية" الشعبية، ونظم تجمعا شعبيا مقتضبا، ألقى فيه خطابا وظف من خلاله عبارات "الحراك"، فرافع لأجل جزائر تحافظ على إصلاحات بن باديس وتسير في نهج دولة نوفمبر. الزوايا، هذه الصرح ذات البعد الاجتماعي، التي فتحت أبواب الشعبية واسعة، أمام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، اختار كل من عبد العزيز بلعيد وعز الدين ميهوبي، الانطلاقة منها، بحث عن شعبية تضاهي شعبية بوتفليقة، في عهداته الانتخابية الأولى. أين اعتكف المرشحان الرئاسيان في زوايا أقصى الجنوب الجنوبي، تبركا، تارة بزوايا أدرار، وتقربا، تارة أخرى من ساكنة المناطق الصحراوية، هذه المناطق التي ما تزال تنتظر نصيبها من التنمية. والتزم كل من بلعيد وميهوبي، الصمت، حيث جرى تداول صورهم وهم في مشاهد "الخشوع" و"الاعتكاف" على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أما المترشح علي بن فليس، فاختار انطلاقة حملته من مسقط رأس الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، منافسه الشرس في استحقاقين سابقين (2004 و2014). فبتلمسان ألقى أول خطاب له في إطار الحملة، غمز فيه على "أخطاء" بوتفليقة، فساق فيه ما آل إليه "مجلس المحاسبة" وتحدث عن وزيره للعدل، الطيب لوح، بالهمز واللمز قائلا: "أنتم تعرفون من الذي حول القضاة إلى مجرور". فيما ارتبكت مديرية الحملة الانتخابية للمترشح عبد المجيد تبون، في الصبيحة، إثر استقالة مدير الحملة عبد الله باعلي، لدواعي صحية، قبل أن يتم تعيين محمد الأمين ميساعيد، خلفا له. لكن تبون لم يتمكن من الوقوف على أول خرجة شعبية له غربي العاصمة، فقام بتكليف مسؤول الشباب في الحملة، حسان مرموري، للإشراف على التجمع، الذي تأخر قرابة خمس ساعات من الزمن. وفي النهاية نجح مرموري في تمرير رسائل تبون لفائدة الشباب حملة المشاريع الناشئة، الذين وعدهم بأن يحظوا بمكانة رجال الأعمال الذين يوجد عدد كبير منهم في السجن حاليا، ويستفيدوا من امتيازات لتشجيعهم.