عقد عبد المجيد تبون أمس ندوة صحفية في المركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة وذلك في أعقاب إعلان اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عن فوزه بمنصب رئاسة الجمهورية في السباق الذي تفوق فيه بنسبة 58.15 بالمائة. وليد هري رسم عبد المجيد تبون الخطوط العريضة لأهم ما سيقوم به بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، حيث بدأ الوزير الأول الأسبق الندوة الصحفية التي عقدها أمس بتوجيه الشكر للمترشحين الأربعة الذين نافسوه على كرسي الرئاسية متمنيا لهم النجاح في بقية مسارهم الانتخابي، كما قال تبون خلال الندوة: «أوجه شكري بهذه المناسبة للشعب الجزائري وخاصة للشباب الذين تأثرت بحماسهم الفياض وثقتهم في شخصي المتواضع، كما أوجه التحية لمن صوتوا لغيرنا والذين قاطعوا العملية الانتخابية محترما خياراتهم»، وأضاف: «سأعمل جاهدا على طي صفحة الماضي وفتح صفحة الجمهورية الجديدة بعقلية وأخلاق ومنهجية جديدة، أجدد إلتزامي بأن أنحاز دوما للشباب بالعمل على إدماجهم الفعلي في الحياة السياسية والاقتصادية وتمكينهم من استلام المشعل». «أمد يدي للحراك بحوار جاد من أجل الجزائر» لم ينس تبون الحديث عن الحراك الذي ما يزال مستمرا رغم مرور الانتخابات الرئاسية، حيث قال: «أتوجه للحراك المبارك الذي أمد له يدي لحوار جاد من أجل الجزائر، هذا الحراك الذي انبثقت منه آليات الحوار وسلطة الانتخابات التي أعادت الجزائر لسكة الشرعية بعيدا عن المؤامرات والمغامرات التي كادت تعصف بالشعب الجزائري»، كما لم ينس أيضا توجه التحية لقيادة الجيش وعلى رأسها الفريق أحمد قايد صالح، حيث قال: «تحية خاصة لكل أفراد الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير وأخص بالذكر الفريق أحمد قايد صالح، قوات الجيش سيرت الوضع بحنكة وحكمة بعد 10 أشهر من المسيرات لم تزهق قطرة دم واحدة من الدم الغالي للجزائريين رغم أنف كل من كان يخطط في الظاهر والخفاء في الداخل والخارج للقضاء على الدولة الجزائرية»، وأضاف: «احترامي وتقديري لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح جازاه عنا كل خير عن الجزائر لما تحمه من تجريح، تحية لرئيس سلطة الانتخابات وكل أعضاءها في الداخل والخارج والتي جسدت وجدوها في ظرف وجيز، تحياتي الخالصة لرجال الأعمال، خالقي الثروة ومناصب الشغل والمدعمين لميزانية الدولة عبر التزامهم بدفع الضرائب والمستحقات الأخرى، أؤكد لهم أنهم جزء لا يتجزأ من الجزائر الجديدة»، كما وجه الشكر ل «المرأة الجزائرية الصامدة مجددا لها التزامي بحمايتها وضمان حقوقها كاملة عاملة كانت أو ماكثة في البيت». «سنبني دولة مطهرة من المال الفاسد وسأحارب أذناب العصابة أينما كانوا» كما قال تبون بخصوص الحرب المعلنة عن الفساد منذ إسقاط نظام عبد العزيز بوتفليقة: «حلم الشهداء هو بناء دولة مطهرة من المال الفاسد والفاسدين ومحاربة أذناب العصابة أينما كانوا،..، أتعهد بإعادة الجامعة لمكانتها لتكون قاطرة النمو الاقتصادي والاجتماعي، مع بذل قصارى جهدي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من العيش الكريم، كما أوجه تحية خالصة لكل أفراد الجالية بالخارج بما تحملوه من معاناة وهم مشكورين وهذا دليل على روحهم الوطنية العالية». «لن أرد على تصريح الرئيس الفرنسي وأعد بتغيير الدستور» هذا وخلال رده على أسئلة الصحفيين أكد عبد المجيد تبون بأن تغيير الدستور سيكون على رأس أولوياته، حيث قال: «في الأشهر الأولى يجب أن يشعر الشعب بصدق التزامي مع الحراك، من خلال المشي بسرعة نحو التغيير ونحو التغيير العميق للدستور، وعن قريبي جدا سأدعو العائلة الجامعية وأساتذة القانون الدستوري وكل من يهمه الأمر للمشاركة في إثراء الدستور، وبعد المسودة الأولى للدستور نطرحها للاستفتاء الشعبي، سألتزم في الدستور الجديد بتقليص صلاحيات الرئيس وأخلف التوازن بين مؤسسات الدولة»، وأضاف: «القانون الثاني الذي سأعدله هو قانون الانتخابات، سيكون هناك قانون انتخابات جديد وأتمنى أن نوفق كلنا في إعداد هذا القانون لنفصل نهائيا المال عن الانتخابات، ستكون مصاريف الحملة الانتخابية للشباب المرشحين لمختلف الانتخابات على عاتق الدولة حتى لا يستغلهم أي كان بماله»، أما بخصوص تصريح الرئيس الفرنسي حول ضرورة فتح حوار مع الشعب فقال تبون: «لن أرد على تصريح الرئيس الفرنسي، أنا لا أعترف إلا بالشعب الجزائري وأنا مستعد للحوار مع أي كان»، وأضاف: «وألويتنا هي النهوض بالاقتصاد، لا يمكننا الانشغال بالسياسة عن الاقتصاد، لن أحرم أي جزائري من أي شيء بحجة التحكم في الاستيراد». «لن أؤسس حزب ومهمتي هي استرجاع هيبة الدولة وتوقعوا مفاجئة في الحكومة المقبلة» واصل تبون الحديث عن ما سيقوم به خلال السنوات التي سيترأس فيها الجمهورية، حيث قال: «لا أنوي تأسيس أي حزب سياسي، مهمتي هي استرجاع هيبة الدولة ونظافتها ونزاهتها ومصداقيتها لدى الشعب، أنا مرشح المجتمع المدني»، أما بخصوص الحكومة القادمة فقال: «أتمنى التوفيق في أصعب مهمة لتشكيل الحكومة، أعد بمفاجأة سارة في الحكومة المقبلة لتعيين وزراء في العشرينيات من أعمارهم لأول مرة، سأزور ولايات الوطن قبل أي دولة في الخارج»، وأضاف: «سيبقى قانون مكافحة الفساد الحالي ساري المفعول ولا عفو رئاسي عن المتورطين في الفساد، أما بخصوص المجالس الشعبية المنتخبة الحالية فكل شيء ممكن». «لن أكشف خطتي لاسترجاع الأموال المنهوبة وهذا موقفي من المغرب» في رده على سؤال بخصوص الطريقة التي سيسترجع من خلالها الأموال المنهوبة فقال: «لن أكشف عن خطتي لاسترجاع الأموال المنهوبة من الخارج حتى لا تواجه بخطة مضادة، بل أحتفظ بها لنفسي»، أما بخصوص منطقة القبائل فقال: «منطقة القبائل أتكلم عنها بشعور خاص وأكن لأهلها محبة ومودة كبيرة، ولن نتعامل بأي إقصاء مع الممتنعين عن المشاركة في الانتخابات»، وأضاف: «أنا متشوق لزياردة تيزي وزو كثيرا، أتمنى أن نلتقي كأشقاء وإخوان عندما تسنح الظروف في وقت قريب»، كما قال بخصوص حرية الصحافة: «أنا مع حرية الصحافة إلى أقصى حد»، وقال أيضا بخصوص فتح الحدود مع المملكة المغربية: «أنا حساس لأقصى درجة عندما يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية، الشعب المغربي اعرف أنه يحب الجزائر والجزائريون يحبون الشعب المغربي ولكن لا تزول العلة إلا بزوال أسباب العلة»، وأضاف: «علاقاتنا مع الدول ستكون حسب مبدأ المعاملة بالمثل ولا أحد يدعي أنه له وصاية على الجزائر.,