فتحت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء عنابة ملف قضية جريمة القتل الشنيعة التي تورّط فيها شاب أقدم على ذبح زوجته بواسطة خنجر في حي الريم بعنابة. هذا وقد مثل صبيحة أمس الاثنين مرتكب الجريمة النكراء أمام هيئة المحكمة من أجل متابعته بالتهمة الثقيلة المنسوبة إليه والمتمثلة في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد وهي الجريمة التي راحت ضحيّتها زوجته البالغة من العمر 19 سنة بعد أن تلقّت ضربة قاتلة بواسطة سكين من نوع "كرونداري" استهدف عنقها وأرداها قتيلة نظرا لخطورة الإصابة البليغة التي تعرّضت لها، وفي سياق متصل فقد عالجت هيئة محكمة الجنايات أمس القضية من جميع جوانبها علما وأنها هزّت كيان المجتمع العنابي وشغلت الرأي العام نظرا لوحشية الجريمة المرتكبة من طرف زوجها الذي أزهق روحها بكلّ برودة دمّ ووضع حدّا لحياتها قبل أن يقوم بتقديم نفسه إلى السلطات الأمنية، خاصة وأن حيثيات الواقعة تعود إلى سنة 2018 وبالتحديد في الثالث عشر من شهر سبتمبر على الساعة الثانية وخمسون دقيقة بعد الزوال أين تلقّت قاعة الإرسال التابعة لمصالح الشرطة بلاغا مفادها تعرّض شابة لاعتداء بشع داخل مسكن والديها المتواجد على مستوى حيّ الريم، مما جعل قوات الشرطة تتنقّل على جناح السرعة إلى عين المكان بغرض معاينة مسرح الجريمة فيما تمّ نقل الضحية المسمّاة "ر.ص" على جناح السرعة إلى مصلحة الإستعجالات الطبية بمستشفى ابن رشد غير أنها فارقت الحياة متأثّرة بجروحها متفاوتة الخطورة قبل تمكّن الأطباء من إسعافها، ومن جهة ثانية فقد فتحت المصالح الأمنية تحقيقات معمّقة لكشف الغموض الذي اكتنف القضية من أجل معرفة ملابسات الواقعة والأسباب الحقيقية التي آلت إلى وقوعها علما وأن الجاني المسمى "ع.م.أ" سلّم نفسه عقب اقترافه الجريمة البشعة إلى قوات الشرطة وتمّ اتّخاذ كافة الإجراءات الضرورية في حقّه مع سماع تصريحاته استكمالا للتحرّيات الأمنية التي أزالت الستار في آخر المطاف عن الأسباب الحقيقية المتعلّقة في شكلها الأساسي بخلافات عائلية قائمة بين الزوجين أدّت إلى مغادرة الضحية "ر.ص" بيتها نحو مسكن عائلتها الكائن بحي الريم التابع لبلدية عنابة في حين قام زوجها "ع.م.أ" البالغ من العمر 24 سنة بالتنقّل رفقة والدته بعد خمسة أيام من وقوع الحادثة إلى منزل والديها طالبا منها العودة إلى مسكنهما وتسوية الخلافات العالقة بينهما، غير أن رفض الضحية "ر.ص" لطلبه جعله يفقد أعصابه ويقوم بإخراج والدته ونقلها إلى البيت ويعود بمفرده من جديد إلى منزل صهره بعد وقت قصير وطلب رؤية زوجته التي وبمجرّد أن جلست معه في قاعة الإستقبال باغتها بخنجر أخرجه من جيبه وصوّبه نحو رقبتها موجّها لها طعنة قاتلة اخترقت عنقها فيما لاذ بالفرار تاركا إياها غارقة تسبح في دمائها، تجدر الإشارة بأن المتهم قد اعترف بالجرم المنسوب إليه أمام هيئة محكمة الجنايات مرجعا السبب في إقدامع على فعلته المريعة إلى خلافات عائلية بينه وبين الضحية نتيجة عدّة عوامل، كما استمعت هيئة المحكمة إلى أقوال الشهود من عائلة "ر.ص" الذين حضروا مسرح الجريمة وشاهدوا وقائعها قبل أن تقرّر إدانة المتهم المتابع بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد بعقوبة المؤبد فيما التمست النيابة ضده عقوبة الإعدام.