دعا البيان الختامي ل»مؤتمر السلام حول ليبيا»، المنعقد أمس في برلين، والذي شاركت فيه الجزائر كافة الأطراف الليبية المتصارعة، إلى «الامتناع عن استهداف المنشآت النفطية». وجاء في البيان بأن «شركة النفط الليبية، التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، هي الكيان الشرعي الوحيد المصرح له ببيع النفط الليبي»، لكن لم تفصل كثيرا عن الجهة الليبية المستحقة لعائداته. ووردت هذه النقطة في بيان برلين، عقب إقدام أعيان قبائل متحالفة مع المارشال خليفة حفتر، على إغلاق جميع الموانئ النفطية شرقي البلاد، وذلك بدعوى منع حكومة الوفاق في طرابلس من استخدام عائدات النفط لتمويل «مقاتلين أجانب» على حد وصفهم. ومن برز 3 بنود وردت في برلين أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في ليبيا، مع دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى فرض العقوبات المناسبة على من يخرق اتفاق وقف إطلاق النار. فضلا عن دعوة جميع الأطراف إلى مواصلة ضمان أمن المؤسسات والابتعاد عن أي أعمال عدائية ضد المنشآت النفطية والبنى التحتية. كما تمخض عن ندوة برلين ورقة نهائية تشمل ستة محاور تتصل مباشرة بأبعاد النزاع الليبي-الليبي الذي يعرف تصعيدا مقلقا منذ أفريل المنصرم .و تتعلق هذه المحاور أساسا بوقف الأعمال القتالية وتكريس وقف دائم لإطلاق النار مع تطبيق حظر الأسلحة وإصلاح قطاع الأمن و القطاع الاقتصادي و كذا العودة إلى العملية السياسية وتطبيق القانون الدولي الإنساني. وقد بحث المشاركون في مؤتمر برلين الخطى لتقريب وجهات النظر بين طرفي الصراع في ليبيا بين فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والمشير خليفة حفتر الذي لم يوقع على اتفاق وقف إطلاق النار. وسعى المؤتمر إلى تثبيت وقف إطلاق النار على الأقل لحقن دماء اللبيين وفسح المجال للآلة الدبلوماسية. و ووسط احتجاج تونس والمغرب إقصائهما من المؤتمر جددت الجزائر موقفها الثابت من الأزمة في ليبيا الرافضة لأي تدخل أجنبي والقائم على إيجاد تسوية سلمية للصراع عن طريق الحوار بين طرفي النزاع. وفي هذا الصدد أشاد مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بموقف الجزائر مؤكدا دورها المحوري في إعادة الاستقرار إلى ليبيا لافتا في الوقت ذاته إلى أهمية العلاقات التي ترتبط بها الجزائر مع مختلف الإطراف في ليبيا و «بإمكانها استثمار ذلك لتحصين وتعزيز الاستقرار في ليبيا». وفي نفس السياق كشف غسان سلامة عن خطة لتأمين الاتفاق الذي قد يتمخض عن مؤتمر برلين مشيرا إلى أن هناك خطة أمنية متكاملة ستشكل مظلة دولية حامية لأي اتفاق قد يتوصل إليه الليبيون والحد من التدخل الأجنبي في الأزمة. من جهته ثمن رئيس اللجنة السياسية للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا موسى فرج مشاركة الجزائر في مؤتمر برلين بالنظر لثقلها الدبلوماسي وتأثيرها ووقوفها على مسافة واحدة من جميع أطراف الصراع في ليبيا «ما يؤهلها للعب دور هام للإسهام في حل الأزمة الليبية«. وحذر المبعوث الأممي مما سماه اللعب بالنفط في ليبيا، وشدد على ضرورة ألا يُحوَّل رزق الليبيين إلى سلاح حرب. وهدف المؤتمر إلى إنهاء التدخل الأجنبي والانقسامات بشأن ليبيا، وإرساء هدنة بين أطراف النزاع، والعودة إلى عملية سياسية يقودها الليبيون، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.والتقى على هامش القمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بعدد من ممثلي الوفود الأجنبية وعلى رأسهم نظيره التركي .كما استقبلته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.قبل أن يستقبل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، بمقر إقامته في برلين.