أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن عودة احتفالية عيد الاستقلال لأول مرة منذ عقود إلى هذا المكان قصر الشعب وفي مناسبة تاريخية فاصلة في حياة الأمة، بعد مرحلة الانحراف التي أَبعدت الشعب عن حكامه, مما أدى إلى انتفاضه الشعب في حراكه المبارك, بكل مكوناته وفئاته من أجل التغيير الجذري بمعية جيشه العتيد سليل جيش التحرير الوطني يحمل الكثير من المغازي والعبر. وذكر الرئيس تبون خلال إشرافه على تقليد الرتب وإسداء الأوسمة بقصر الشعب أمس الأول إن اختيار المكان يعود للحرص على ترجمة تلك الصور الرائعة للتلاحم العضوي بين الجيش والشعب وانصهارهما في بوتقة واحدة هي الأصل .وأعلن رئيس الجمهورية عن إعادة 24 رفاتا من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم هذا الجمعة إلى أرض الوطن على متن طائرة عسكرية من القوات الجوية الجزائرية قادمة من فرنسا. مؤكدا أنه سيلتحق بهذه المجموعة الأُولى باقي رفات الشهداء المنفيين أمواتا, لأن الدولة عازمة على إتمامِ هذه العملية حتى يلتئم شمل جميعِ شهدائنا فوق الأرض التي أَحبوها وضحوا من أجلها بأعز ما يملكون. وأضاف رئيس الجمهورية "إِن ذلك لفي صميمِ واجباتنا المقدسة في حماية أرواحِ الشهداء ورموزِ الثورة وعدمِ التنازل بأي شكل من الأشكال عن أي جزء من تراثنا التاريخي والثقافي, وفي الوقت نفسه وحتى لا نعيش في الماضي فقط, فإن استذكار تاريخنا بكل تفاصيله بمآسيه وأفراحه, بهدف حفظ الذاكرة الوطنية وتقييمِ حاضرِنا بمحاسنه ونقائصه, سيضمن لأبنائنا وأحفادنا بناء مستقبل زاهرٍ وآمن بشخصية قوية تحترم مقومات الأمة وقيمها وأخلاقها". وذكر الرئيس تبون في كلمته بأن "من بينِ الأبطال العائدين من هم رافقوا فِي جهاده الأمير والزعيم عبد القادر بن محي الدين رحمه الله الذي أُعيد دفن رفاتِه في مقبرة العالية, بعد الاستقلال, وتضاف أسماؤهم إلى قائمة شهداء انتفاضات لالا فاطمة نسومر وبومعزة و المقراني والشيخ الحداد وثورة أولاد سيدِي الشيخ وناصر بن شهرة وبوشوشة وثورة الأوراس ومظاهرات ماي 1945, إلى أن تحقق حلمهم بثورةِ نوفمبر العظيمة التي قَصمت ظهر قوى الاستعمار الغاصِب وأعادت فرض الجزائر دولة مستقلة ذات سيادة في المحافِل الدولية ونبراسا للشعوب المناضلِة من أجلِ الحرية والاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية, وقوة إقليمية بمواقف واضحة يحسب لها الحساب, وهِي على ذلك باقية".كما أعرب الرئيس تبون عن تقديره لكل من ساهم في الداخل والخارج في إنجاز هذا المكسب الجديد لذاكرتنا الوطنية التي نتمسك بها كاملة, غير منقوصة" .خاصا بالذكر خبراءنا المشكورين على ما بذلوه من جهود في السنوات الأخيرة لتحديد هويات الرفات المحفوظة في أقبية غريبة عن وطنها وعادات أهلها, تمهيدا لإعادتها إلى أرض الوطن إلى جانب الشهداء الآخرين الذين دفعوا الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن.