بدأت باريس في تحريك آلياتها الدبلوماسية ردا على غضب السلطات الجزائرية على القرارات الفرنسية الأخيرة بعد تراكم ملفات الخلاف بين الدولتين، وتزعزع العلاقة بين قصري المرادية والاليزيه . فقد حل أمس، بالعاصمة، الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية كلود غيان. بالجزائر وتباحث بإقامة الميثاق مع الوزير الأول أحمد أويحي بشأن العلاقات الجزائرية الفرنسية. بحضور وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية السيد عبد القادر مساهل و الأمين العام لرئاسة الجمهورية السيد حبة العقبي. كما حضر اللقاء عن الجانب الفرنسي المستشار الدبلوماسي للرئيس نيكولا ساركوزي جان دافيد لوفيت و المستشار التقني بالخلية الدبلوماسية لرئاسة الجمهورية المكلف بإفريقيا الشمالية و الشرق الأوسط نيكولا غالي. ويرى المراقبون أن باريس بدأت تتخوف من استمرار الموقف الجزائري المقاطع لها، لأسباب ظاهرة وأخرى غير ظاهرة، حيث شرعت في إيفاد مسؤولين عنها لتلطيف الأجواء، حيث تكون المهمة الأولى لمبعوثي نيكولا ساركوزي الذين حلوا أمس، بالجزائر، إقناع السلطات الجزائرية بنية باريس في مراجعة مواقف سابقة على غرار سجن الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حسني والتحقيق في ملف اغتيال رهبان تيبحيرين. ويتوقع أن يكون الطرفان قد تطرقا لمجمل القضايا التي أثارت الخلاف بين الجزائر وباريس، وتتمحور حول أربع ملفات ثقيلة برزت إلى العلن منذ اتهام باريس، الجيش الجزائري في ضلوعه باغتيال رهبان تيبحيرين، خلال الأزمة الأمنية غير أن السفير الفرنسي في الجزائر كزافيي دريانكور تبرّأ من الاتهامات التي وجهها الجنرال المتقاعد بوشوالتر للجيش الجزائري بتورطه في مقتل الرهبان الفرنسيين السبعة بمعبد تبحرين في المدية، مشيرا بأن هذه التصريحات "لا تلزم فرنسا الرسمية بشيء فهو رأي شخصي لا أكثر ولا أقل''. وكان أخر ملف لغم العلاقات بين البلدين إدراج باريس الجزائر ضمن قائمة الدول الخطرة التي يخضع مواطنوها لتفتيش خاص وهو الملف الذي زاد من البرودة التي تطبع العلاقات الثنائية طبيعية، ويصر الدبلوماسي الفرنسي على رفض الاتهام الموجه لاستثمار بلاده في الجزائر ب "الانتقائي" بحثا عن الربح غير المكلف. وتحاول فرنسا تفادي التعليق على التقارير التي صدرت في وقت سابق وتفيد بأن العلاقات مع الجزائر تدهورت بسبب وضع الأخيرة على القائمة السوداء في النقل الجوي. وكانت تقارير صحافية ذكرت أن العلاقات بين باريس والجزائر اتخذت منعطفا أسوأ بعدما أرجأت الحكومة الجزائرية زيارة وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير. ليلى/ع