نرجس بكوش عندما تصبح بعض الأحياء الشعبية بإحدى ولايات الجزائر توصف بالمواقع السوداء على خلفية التلوث الخطير لمياه الشرب واختلاطها بالمياه القذرة تصبح دقات ناقوس الخطر أكثر سوءا وأعظم مشكلا يبدأ بالتغلغل داخل مجتمع ولاية الطارف تحديدا إزاء تهديده لصحة جميع المواطنين من حيث انتشار الأمراض المتنقلة عبر المياه. حيث عقب لنا الكثير منهم عبر العديد من بلديات الولاية عن معاناتهم المقلقة جراء مخاطر هذه الكارثة الصحية والبيئية ونسبوا إليها تسميات مختلفة على غرار حقنة الموت الصامت التي اتفق عليها معظم من تحدثنا إليهم. وفي السياق ذاته نجد المنتخبون المحليون متخوفون عبر 9 بلديات بولاية الطارف من مخاطر اختلاط المياه في 12 حيا تعرف توسعا فوضويا وعمليات ربط عشوائية من قبل السكان الشبكة مياه الشرب وقنوات صرف المياه القذرة أو الخنادق الأرضية وهي الأحياء الشعبية لفئات البؤس الاجتماعي بحسب المنتخبين التي ما زالت على هامش عمليات التهيئة منذ سنوات خلت وتضم في مجموعها زهاء 23 ألف نسمة وأخطر الأحياء المعرضة لهذه المخاطر سجلت في السنوات السابقة حالات التيفوئيد في حي بن عمار بألفي نسمة ببلدية الشط وحي الدندان 3آلاف نسمة الذي يفتقر إلى شبكة التصريف الصحي وذات الخطر يهدد أحياء أخرى تعد ذات كثافة سكانية تتراوح بين ألف إلى 3 آلاف نسمة من فئة الفقراء منها أحياء كاف مراد بالبسباس حي لاصاص و146 سكنا تطوريا بشبيطة مختار حي العقلة والقناديل ببلدية بن مهيدي، وحي القرقور ببلدية عين عسل، المطروحة ببلدية الطارف وحي جيلاس ببلدية القالة، ومن مؤشرات هذه المخاطر اليومية تسربات شبكة مياه الشرب في الطرقات والساحات العمومية وعلى مستوى قنوات جر ونقل المياه يوازيها تسربات مشابهة لمياه الصرف الصحي وفي بعض الأحياء تتقاطع مواقع ربط الشبكات مع خنادق المياه القذرة والكارثة الكبرى في الإنجازات غير المطابقة للمواصفات التقنية حيث كشف المنتخبون وجمعيات الأحياء أن شبكة قنوات صرف المياه القذرة تعلو شبكات توزيع مياه الشرب، ومما زاد الأمر خطورة الحفريات العشوائية لورشات المشاريع الباطنية وعدم تسويتها كما كانت على حالها في السابق، ومع مشارف حلول فصل الصيف حذرت من جهتها المصالح الصحية الوقائية من اختلاط المياه بهذه الأحياء التي صنفتها بالمواقع السوداء أين تهدد الأمراض والأوبئة المتنقلة عبر المياه ما يربو عن 23ألف نسمة خاصة وأن مباني هذه الأحياء متلاصقة بفعل التوسع الفوضى الذي احتل أروقة الشبكات الباطنية في حالات الطوارئ.