من منطلق "لا جثة لا جريمة " تمكن سفاح سكيكدة من الإفلات من جريمة قتل ثلاثة أشخاص، لكن الهاتف النقال كشف جريمته الرابعة بعد اختفاء صاحبها لعام ونصف. تطرقت جريدة "آخر ساعة" لحكاية سفاح سكيكدة لحظة القبض عليه، بعد الاشتباه في ارتكابه جرائم قتل متسلسلة في حق مجموعة من الأشخاص كان الرابط الوحيد بينهم وأكدت مصادر أن عمل القاتل بدا من مشاركة ضحاياه في استئجار البساتين ليختفوا بعدها، وحامت الشكوك حوله إلا أن عدم وجود جثث الضحايا مكنه من الإفلات من العقاب لكن إلى حين. اختفاء شريك المجرم ومعه مبلغ 26 مليونا يوم 18 جوان 2008 تقدم المدعو (م.م) ليبلغ عن اختفاء شقيقه البالغ من العمر 44 سنة، حيث خرج من مسكنه الواقع بالحدائق صبيحة يوم 16 جوان عند السادسة صباحا وبحوزته مبلغ 26 مليون بعد تلقيه لمكالمة هاتفية من شخص يدعى (ع). باشرت مصالح الأمن تحقيقاتها مع محيط الضحية لتتلقى بعد قرابة العام بلاغا من أحد الأشخاص مفادها العثور على هيكل عظمي لجثة متعفنة، الأطراف مقطوعة، مرمية، وبجانبها حذاء أسود وحزام ملقاة على طرف بستان ببني بشير. الهاتف النقال يقود إلى القاتل تعرف شقيق الضحية على جثة أخيه من خلال الحذاء والحزام، ليتضح أنه المدعو (م.م) 44 سنة، اتفق مع المتهم (ب.ب.ع) من أجل كراء بستان لكنه خرج ولم يعد، لتعثر مصالح الأمن على سيارة الضحية من نوع 306 مركونة بالقرب من مسكن المتهم بصالح بوالكروة، كما أن سجل المكالمات أوردت أنه آخر من اتصل بالضحية كما أن تحقيق الأمن مع أفراد عائلة المتهم كشف عن وجود هاتف نقال الضحية بحوزة شقيق المتهم، بعدما سلمته له شقيقته التي حصلت عليه من شقيقها المتهم. المتهم ينفي تورطه وشريحة الهاتف تدينه امتثل أمام محكمة الجنايات المتهم (ب.ب.ع) 37 سنة متزوج وأب لثلاثة أطفال، محاكمته استقطبت اهتماما بالغا بسبب وصفه بالسفاح حيث ذكر رئيس الجلسة أن ثلاثة أشخاص لا زالوا مفقودين دون أن تظهر جثتهم وأن المتهم آخر من اتصل أو شهد معهم، كما أنه كان يستأجر معهم بساتين البرتقال أو العنب. لكنه خلال جلسة محاكمته نفى ارتكابه لجريمة القتل بل أتى برواية جديدة قال فيها أن ثلاثة أشخاص اتجهوا رفقته والضحية إلى مكان قبل أن يقوموا بقتل الضحية بينما كان يتفرج مرعوبا، وصرح أن القتلة رموا ثياب وهاتف القتيل ببئر مملوءة وظل يراوغ إلا أن تصريحه الأخير كشفه ليسأله القاضي كيف وصل هاتف القتيل إلى يد شقيقته إذا كان داخل البئر، وهنا التزم الصمت ولم يجد مخرجا. شقيق المتهم وهو المدعو (ب.ب.ز) 31 سنة وجهت له تهمة المشاركة في جناية تكوين جمعية أشرار والقتل العمدي مع سبق الإصرار والسرقة بظرفي التعدد والعنف وهي نفس تهمة المتهم الرئيسي. رغم نفي المتهم إلا أن تصريحات الشهود لم تكن لصالحه كما أن كل الدلائل تؤكد ارتكابه للجريمة، مما أدى إلى الحكم عليه بالإعدام بينما نال شقيقه البراءة من كل التهم باستثناء إخفاء أشياء متحصلة من جناية الهاتف النقال ليحكم عليه بثلاث سنوات حبسا نافذا. المحاكمة كانت مثيرة جدا بالنظر لفصاحة ودهاء المتهم لكن ولأنه لا توجد جريمة كاملة قد وقع واصطدم بذكاء وحنكة المشرفين على محاكمته، وفيما يقبع بالسجن تتواصل التحقيقات لمعرفة مصير الأشخاص المفقودين والبحث عن دليل قد يقود إلى المتهم ليحاكم مجددا. حياة بودينار