استفاد (12) طريقا بلديا بولاية جيجل خلال الفترة الأخيرة من الترقية من خلال رفع هذه الطرقات إلى مصاف الطرقات الولائية وذلك بقرار وزاري مشترك وهو ما يعني خروج المسالك المذكورة من عباءة البلديات وانتقالها إلى سلطة الولاية بكل ما قد تشكله هذه النقلة النوعية من انعكاس ايجابي على هذه الطرقات التي توجد أغلبها في وضعية جد مزرية نتيجة الأضرار التي لحقت بها في غياب الصيانة . ويأتي في مقدمة الطرقات التي شملتها الترقية المذكورة الطريق البلدي الذي يربط تجمع بازول بمقر بلدية القنار مرورا بمنطقة جيمار وكذا محوّل البلارة ببلدية الميلية إضافة إلى الطريق الرابط بين بلدية الجمعة بني حبيبي بمنطقة بوديال التابعة لبلدية برج الطهر مرورا بقرية تيسبيلان . ويعتبر هذا الأخير بمثابة مثال حي للإهمال والتسيب الذي ظل يطارد الطرقات البلدية بجيجل حيث ورغم إعادة تعبيد هذا الطريق وتوسيعه قبل أقل من عامين بمبلغ مالي قارب ال (12) مليار سنتيم إلا أنه عاد إلى أسوأ مما كان عليه قبل إعادة ترميمه نتيجة الغش المفضوح الذي مارسته المقاولة التي كلفت بترميمه واعتمادها على أساليب بدائية في عملية تعبيده ناهيك عن استعماله المكثف من قبل الآليات العسكرية التي ألحقت أضرارا جسيمة به وهي الأضرار التي دفع ثمنها بالدرجة الأولى الناقلون العاملون على مستوى هذا المحور والذين اضطروا إلى رفع أسعار التذاكر من 20دج إلى 40دج بغرض تعويض خسائرهم التي فاقت كل الحدود وهو ما ينطبق على بقية الناقلين الذين يعملون على مستوى بقية الطرقات البلدية الأخرى حيث بلغ الأمر ببعض هؤلاء إلى حد التوقف نهائيا عن مزاولة المهنة بعد أن أصبحت عرباتهم فريسة لهذه الطرقات التي لا تختلف في شيء عن الوديان والشعاب بعد أن غطتها الحفر وجرفتها السيول . ولاشك أن ترقية الطرقات المذكورة إلى مصاف الطرق الولائية سيشكل خبرا سارا جدا بالنسبة لمستعملي هذه المحاور سيما بعد أن أبانت البلديات المشرفة عليها عن عجز واضح في صيانتها وترميمها بما يتوافق مع دورها الإستراتيجي بالنظر إلى الطابع الجبلي لولاية جيجل والذي جعل أغلب سكان هذه الأخيرة يتمركزون بالجبال والبوادي ومن ثم الإعتماد على هذه الطرقات في تنقلاتهم اليومية من وإلى حواضر الولاية وبالخصوص مقرات البلديات لقضاء مختلف حاجياتهم اليومية وما أكثرها وحتى تسويق منتوجاتهم الزراعية التي تلعب دورا مهما في اقتصاد الولاية (18) .