التقى مساء أمس الروائي الجزائري المغترب بفرنسا ياسمينة خضرة بقرائه ومحبيه في عنابة إثر موعد ثقافي نظمته مديرية الثقافة لولاية عنابة بالتنسيق مع ميديا بليس والمسرح الجهوي عز الدين مجوبي وذلك بمناسبة صدور روايته الأخيرة الموسومة ب « l'olympe des infortunes » أو أولامب المعدومين والتي صدرت عن دار ميديا بليس للنشر. التي كانت حاضرة بدورها في اللقاء ممثلة بالسيد ياسين حناشي الذي رافق إلى المنصة الروائي ياسمينة خضرة، وفي كلمته التي أدلى بها مدير الثقافة إدريس بوذيبة رحب بضيف عنابة بإسمه الخاص وباسم الجماهير الحاضر وقدم توطئة تعريفية للكاتب ونبذة عن أهم كتاباته المترجمة إلى أكثر من 40 لغة، ليتسلم السيد محمد مول سهول أو ياسمينة خضرة حتى آخر أمسية الكلمة ويرحب بدوره بجمهور عنابة الذي صنع عشية أمس حدث استثنائيا بحضوره المكثف فملأ قاعة الاستقبال للمسرح ولم تسع الجميع ففضلت الجهة المنظمة تحويل الحاضرين إلى القاعة الحمراء. روائي حلم منذ طفولته أن يكون شاعرا استلم ياسمينة خضرة الكلمة وعبر عن مدى إعجابه بمدينة عنابة التي وجدها جميلة وفاتنة خاصة منطقتي سرايدي وإيدوغ حيث قال أنه وجدهما استثنائيين بالمقارنة مع عدة مناطق من مختلف بقاع العالم هذا وقدم ذات المتحدث نبذة تاريخية عن حياته شملت أصله وجذوره وعروقه الجزائرية المنحدرة من منطقة القنادسة بولاية بشار وقال أنه تربى في أجواء ثقافية شجعته على قراءة الشعر خاصة شعر العصر العباسي وأثرت فيه خاصة المتنبي، وقال أنه منذ طفولته كان يحلم أن يصبح شاعرا... ولديه كتابا باللغة العربية إلا أن والده العامل في قطاع الجيش العسكري لم يكن يحب الشعراء وحبذ أن يتكون ياسمينة خضرة عسكريا ليصبح إطار بالجيش. قال ياسمينة أنه بالفعل حلم والده هو الذي تحقق وصرت ضابطا في الجيش وشغلت لمدة 30 سنة في هذا المجال ،لكنني الآن كاتب حر أحمي كتاباتي بحب كبير . أراده والده أن يكون ضابطا عسكريا فكان أيضا كاتبا قال ياسمينة خضرة أن قصته مع الكتابة كبيرة اعتبر نفسه مناضلا لأنه استطاع أن يخرج من منظمة عسكرية منضبطة إلى عوالم أخرى حرة وواسعة وهي الكتابة ومجرد هذا التحدي هو كسب كبير بالنسبة إليه ، يشتغل الآن مديرا للمركز الثقافي الجزائري بفرنسا أين يقيم رفقة عائلته الصغيرة، وعن سؤال حول ما إذا كان استدعى إلى المركز بفرنسا أسماء أدبية جزائرية أكد انه ينشط بشكل عادي هناك وأنه قام عدة مرات باستضافة كتاب وكاتبات جزائريات إلا من اعترض على المجيء ورفض الدعوة وعبر مبتسما استدعيت حتى أعدائي . رشيد بوجدرة ليس كاتبي المفضل لكنني أحترمه وعن سؤال لأحد المتدخلين حول إشكالية العلاقة المتذبذبة بينه وبين الروائي رشيد بوجدرة قال ياسمينة خضرة أن رشيد ليس كاتبه المفضل كما أشار بوجدرة في عدة تصريحات ولست متأثرا به لكنني احترمه ،و احترم كل كاتب واعتبره مكسبا لبلدي وأحيي الناشرين لأنني اعتبرهم مناضلين كبار فهم يكافحون حتى يصبح الكتاب في متناولنا . 70% من الجزائريين لا يقرأون لي قال خضرة حول سؤال وجه له عن نسبة المقروئية كتبه في الجزائر بان 70 من الجزائريين لا يقرأون وأرجع ذلك لسياسة ما تحاول تغييبه كما تحاول الطعن في جزائريته وأضاف على القراء أن يدافعوا على اختياراتهم ويناضلوا من أجل استرداد الكتب والأسماء التي يفضلونها . الصحافة المعربة لا تحبني وبعضها من يقوم بمهاجمتي باستمرار قال ياسمينة خضرة أن بعض من الصحافة الجزائرية المعربة لا تحبه ، وتهاجمه باستمرار وتقوم بانتقاده ونفى أن تكون هذه الصحافة جادة، كما نفى أن تكون سببا في وتشويه نجوميته وسطوعه ككاتب لأنها تقوم بشتمه سمعته وقال أن النجومية والشهرة ليست ضربة حظ بل هي نتاج مجهود ذاتي كبير وعميق. العودة من بساتين الياسمين إلى مولاي صاحب السهول: وأما عن سؤال خص اسمه الحقيقي واختياره لاسم مستعار قال المتحدث أنه كان في مؤسسة عسكرية منضبطة لا علاقة لها بالكتابة وكانت الكتابة موهبتي التي لا أستطيع التنصل أو الهرب منها فاخترت اسما مستعارا وهو “ياسمين خضرة” ولولا بعض العراقيل والمشاكل التي واكبت عقود عملي مع دور النشر أين كان يتحتم علي الإمضاء بإسمي الحقيقي لما صرحت به وظلت ياسمينة الاسم الذي اعتقد كثيرون أنه لإمرأة وليس لرجل. ألبير كامي كاتب كبير لكنه ليس إنساني وأثناء حديثه عن ألبير كامي أجاب محمد ولسهول حول أنه قرأ كثيرا لألبير كامي ويعتبره كاتبا كبيرا جدا متميزا وذكي لكنه ليس إنساني وليس أيضا استعماري. وقع بالإهداء ما يقارب ال 600 نسخة من رواتبه لجريدة وفي الأخير توجه ياسمينة خضرة رفقة وفد ثقافي مرافق وجماهير كثيفة إلى مكتبة الثورة للتوقيع على روايته الجديدة أولامب المعدومين والتي لاقت انتقادا كبيرا في أوساط النقاد والقراء الفرنسيين لزعمهم أنّ خضرة سرق أجواء الكاتب الأمريكي جون شطاين باك وكاتب آخر مصري ليتمكن في خلال ساعتين كاملتين التوقيع على 600 نسخة من هذه الرواية دون أن يتوقف ويعدم صمت المدينة ويجعل من حضوره حدثا استثنائيا أخرج سيدات المجتمع الراقي من أوكارهن. للإشارة فقد منحت مديرية الثقافة في نهاية اللقاء الروائي ياسمينة خضرة وسام الإستحقاق الثقافي إحتراما و تقديرا لمجهوداته الجبارة في مجال الكتابة الروائية . سلوى لميس مسعي