تزامنا مع بداية فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة ويعود معها هاجس الحرائق التي تأتي كل صائفة على عشرات الهكتارات من الغابات ضبطت مصالح الغابات لولاية جيجل وعلى غرار نظيرتها على مستوى بقية التراب الوطني مخططا عاجلا للتصدي للحرائق الموسمية والحيلولة دون تكرار مشاهد الحرائق المأساوية التي تكاد تتحول الى قدر محتوم في ظل غياب الوعي الإجتماعي وثقافة البيئة لدى السواد الأعظم من أفراد المجتمع الجيجلي ويقوم المخطط المذكور على التقرب أكثر من المواطنين سيما منهم سكان المناطق الريفية بغرض تحسيسهم بأهمية الحفاظ على الثروة الغابية والتصدي لكل الأعمال التي ترمي الى المساس بهذه الأخيرة وهي العملية التي وان تبدو مستعصية باعتراف مسؤولين بمصالح الغابات بحكم المشاكل الكثيرة التي يتخبط فيها سكان الأرياف والتي تجعل البيئة تتذيل قائمة اهتمامات هؤلاء الا أنها بدأت تعطي أكلها في بعض المناطق خاصة تلك التي عاشت ويلات الحرائق المهولة في السنوات الفارطة والتي لم تسلم منها حتى البيوت والأشجار المثمرة كما حدث قبل ثلاث سنوات ببلدية بلهادف أين أتت حرائق صيف (2007) على عدد كبير من البيوت والمزارع التي لايزال أصحابها في انتظار التعويضات عن الخسائر التي لحقت بأملاكهم الى غاية اليوم.كما يقوم المخطط الذي أعدته مصالح الغابات لولاية جيجل بغرض التصدي للحرائق الموسمية على مضاعفة الإمكانات اللوجيستية التي تسمح لهذه الأخيرة بالتدخل السريع والفعال لحظة نشوب الحرائق وذلك من خلال الرفع في عدد الأعوان المكلفين بمراقبة المناطق الغابية ورفع درجة التأهب لدى هؤلاء من خلال تكثيف دوريات الرقابة سيما خلال الفترة المسائية .ناهيك عن حفر الآبار بغرض الإستعانة بمياهها عند الضرورة على اعتبار أن هذه الأخيرة تعد بمثابة الرقم الأثقل الذي لايمكن اهماله في عملية التصدي للحرائق التي تتحول كل صائفة الى هاجس كبير يقض مضاجع مسؤولي مصالح الغابات بالولاية (18) .هذا وتشير الإحصائيات غير الرسمية الى أن ولاية جيجل باعتبارها ولاية جبلية تتمتع بغطاء نباتي كثيف تأتي في صدارة الولايات التي تتكبد خسائر بالملايير سنويا من جراء الحرائق الموسمية .كما تشير الإحصائيات المذكورة الى أن أشجار “البلوط” تأتي في مقدمة ضحايا هذه الحرائق بكل مايشكله ذلك من ضرر لإقتصاد الولاية التي كانت والى وقت ليس ببعيد أحد أهم المنتجين لثروة الفلين التي تصدر حتى الى الخارج قبل أن يتراجع تحصيل هذه المادة بشكل رهيب خلال السنوات الأخيرة بفعل الأزمة الأمنية التي حالت دون استغلال مساحات واسعة من أشجار “البلوط” بمختلف المناطق الجبلية للولاية .