نجح المنتخب الوطني الجزائري في تحقيق فوز معنوي على فرنسا خلال الفترة الأخيرة في ملف اللاعبين من أصحاب الجنسية المزدوجة الذين بإمكانهم تمثيل البلدين، وشهدت القائمة الأخيرة لمنتخب محاربي الصحراء انضمام خمسة مواهب من أصحاب الجنسية المزدوجة، وهم بدر الدين بوعناني مهاجم نيس الفرنسي، وفارس شعيبي نجم تولوز الفرنسي، بجانب ريان آيت نوري ظهير ولفرهامبتون الإنجليزي، وجوان حجام ظهير نانت الفرنسي، وكيفن فان دين كيرخوف ظهير باستيا الفرنسي، كما ينتظر أن تشهد فترة التوقف الدولي المقبلة انضمام عدة أسماء جديدة من أصحاب الجنسية المزدوجة، يتقدمها حسام عوار نجم أولمبيك ليون الفرنسي الذي قام رسميا بتغيير جنسيته الكروية من فرنسية إلى جزائرية، وتقف ثلاثة أسباب على الأقل وراء الهروب الجماعي لمزدوجي الجنسية من جحيم المنتخب الفرنسي واختيارهم حمل قميص محاربي الصحراء، وعلى رأس تلك الأسباب المعاملة السيئة، حيث عانى عدة لاعبين من أصول جزائرية من معاملة غريبة في صفوف منتخب فرنسا، وهو ما منعهم من إثبات وجودهم معه، ويتعلق الأمر بالأساس بكريم بنزيما نجم ريال مدريد الإسباني، الذي تم استبعاده لفترة طويلة من تمثيل "الديوك" بسبب قضية ابتزاز زميله الأسبق ماتيو فالبوينا، قبل أن يتم إخراجه من حسابات منتخب فرنسا في المونديال الأخير بداعي الإصابة رغم قدرته على المشاركة في مباريات الأدوار الإقصائية، المعاملة السيئة للاعبين المنحدرين من أصول جزائرية في منتخب فرنسا شملت أيضا سمير ناصري ونبيل فقير وكمال مريم الذين تم تهميشهم لأسباب غير رياضية بالأساس. المشروع الطموح والجديد للمنتخب الوطني الجزائري بقيادة بلماضي وزفيزف ويعيش المنتخب الوطني الجزائري فترة انتقالية بعد قرار المدرب الوطني الاستعانة ببعض المواهب المزدوجة الواعدة، تحسبا للمنافسات المقبلة وبصفة خاصة كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار 2024، وتأتي هذه الخطوة في سياق الاستراتيجية الجديدة لوزير السعادة، والقائمة على النزول بمعدل أعمار المنتخب الوطني الجزائري في ظل تقدم سن بعض اللاعبين وتراجع أداء البعض الآخر، المشروع المستقبلي دفع ببعض المواهب الواعدة لاختيار تمثيل المنتخب الجزائري، خاصة وأن فرصة لعبها أصبحت مرتفعة في الفترة الحالية، كما يسير المنتخب الجزائري بشكل مؤكد نحو ضمان التاهل الى كأس افريقيا المقبلة بكوت ديفوار، وهي منافسة قارية كبيرة من شأنها ان تفتح للمواهب الصاعدة افاق التألق والاحتراف في اندية اكبر مثلما كان الحال مع بن ناصر. الجزائر ستمنح المواهب الجديدة فرص الظهور في المونديال اكثر من المنتخب الفرنسي من جهة أخرى، باتت حظوظ المنتخب الوطني الجزائري وافرة للغاية في التواجد ضمن النسخ المقبلة لكأس العالم بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" رفع عدد المنتخبات الأفريقية المشاركة في البطولة إلى تسعة على الأقل انطلاقا من النسخة المقبلة، بدلا من خمسة منتخبات مثلما كان عليه الحال في السابق، الامر الذي من شأنه ان يرفع فرص الجزائر في التواجد في المونديالات المقبلة، وكان منتخب محاربي الصحراء قد عجز عن التأهل لمونديال قطر 2022 بعد فشله في تجاوز عقبة الكاميرون ضمن الدور الفاصل من التصفيات، وتبدو حظوظ هذه المواهب ضعيفة للغاية في التواجد مع منتخب فرنسا في المسابقة الأبرز في العالم نظرا لوجود منافسة قوية من قبل عدة أسماء تنشط ضمن أقوى الدوريات في العالم، وفي المقابل، فإن الجزائر تمنحهم فرصة البروز في أكبر محفل كروي في العالم مثلما فعلته سابقا للعديد من نجوم الخضر خلال طبعتي مونديال 2010 و 2014.