تعرف ظاهرة انتحال صفات نظامية وإعلامية تطورا خطيرا بات يستدعي توخي الحذر وأخذ الحيطة لتفادي الوقوع في فخ النصب والاحتيال. يعمد معظم المحتالين بالجزائر سلك طريق أصحاب المهن الثقيلة والنظامية كونها تأشيرة سهلة ومضمونة لاختراق اكبر هياكل الدولة بالجزائر فيما اختار البعض الآخر سلك طريق مختصر نحو عالم المال بواسطة تهديد مدراء وشخصيات نافذة منتحلين صفة الإرهاب للحصول على مبالغ باهظة عن طريق النصب والاحتيال وحسب ما نشير إليه الإحصائيات فإن انتحال صفة العسكريين تحتل المرتبة الأولى ضمن عدد الشكاوى المقدمة من طرف المواطنين وكذا القضايا التي تنظر فيها المحاكم إلى جانب عمليات اختراق أكبر هياكل الدولة التي تتم عن طريق انتحال صفة ضباط سامين بالقطاع العسكري يتمكنون من خلالها من قضاء مآربهم والحصول على تسهيلات باسم هيئات نظامية هذا وتحتل ظاهرة انتحال صفة الصحفيين مرتبة متقدمة حيث تستغل لدخول أماكن محظورة للحصول على معلومات وكذا تسهيلات بمختلف المجالات لكن وللأسف أغلب هذه العمليات تتم بالسر دون أن تتفجر للرأي العام أو حتى تصل رواق مصالح الأمن والمحاكم بسبب لا مبالاة أصحاب الأسماء المنتحلة وعدم تفطن معظم الإدارات التي تتغاضى في أغلب الأوقات إن لم نقل دائما عن طلب إظهار بطاقة الصحفي أو إظهار هويته التي قد تكون مزورة بكل سهولة ويعمد الأغلبية إلى الإدعاء بالانتماء إلى الأسرة الإعلامية لاختراق أماكن ممنوعة على عامة الشعب باسم الصحافة. صفة ضباط سامين بالقطاع العسكري والأمني لاختراق هياكل الدولة تمكن منتحلو صفة إطارات وضباط سامين بالقطاع العسكري من الوصول إلى أكبر هياكل الدولة حسب ما تناولته الصحف مؤخرا وعلى رأسها رئاسة الجمهورية فيما تمكن آخرون من الحصول على امتيازات عن طريق التزوير واستعمال المزور وانتحال صفة نظامية كان آخرها القبض على رائد مزيف بالأمن العسكري كان يقود أكبر عصابة لتزوير وتهريب السيارات بعنابة وذلك على إثر الشكوى التي تلقتها مصالح الأمن إلى جانب المحاكمة التي أثارت الرأي العام والمتعلقة بالمدعو "الجنرال" الذي كان يحتال على مختلف المصالح لقضاء حاجياته وحل معظم مشاكله ومشاكل بعض المواطنين مقابل مبالغ مالية. صحفوين بأسماء وبطاقات مزورة لقضاء أمور شخصية فيما كشفت محاكمة رجل الأعمال حسان فلاح بعنابة عن هوية سائقه "صبري" الصحفي المزيف الذي كان يحمل بطاقة رجل الأعمال ليتمكن من دخول أماكن محظورة وكذا انتحال صفة ضابط بالجيش كان يستغلها لتضليل المسؤولين بالولاية. هذا إلى جانب انتحال صفة الصحفيين التي كثر الحديث عنها حيث انتحلت مؤخرا فتاة صفة صحفية بآخر ساعة لدخول المحكمة وأخرى صحفية بذات الجريدة لقضاء أمور شخصية بالولاية وآخرون من بينهم مسؤولون سابقون انتحلوا صفة صحفيين فقط لحضور تظاهرات وزيارات رسمية لمسؤولين سامين بالدولة. ينتحلان صفة الإرهاب للاحتيال على مديرهما قضت محكمة الحجار مؤخرا بعامين حبسا نافذا وغرامة مالية في حق شخصين أو بالأحرى عاملين بالديوان الوطني للحبوب ومشتقاته أرادا الاحتيال على "المدير" بذات الهيئة حيث وجها له عدة تهديدات بالقتل في حالة عدم تمكنه من دفع مبلغ 60 مليون بعدما أخبراه عبر الهاتف بأنهما ينتميان للجماعة السلفية للدعوة والقتال وبعد الشكوى التي أودعها المسؤول لدى وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار تم توقيفهما بعد مراقبة خط هاتف الضحية وهو نفس الموقف الذي تعرض له صاحب وكالة لكراء السيارات بالعاصمة. انتحال الصفة حسب الطلب فيما تبقى ظاهرة انتحال الصفة في الأخير غير مقتصرة على القطاع الأمني وكذا الإعلامي فالمحتالين يغيرون أسماءهم وصفاتهم حسب ما تستدعي له الحاجة، فمنهم الأطباء ومنهم سفراء حيث تمكنت مصالح الأمن بالعاصمة من إلقاء القبض على شاب يحتال على الجزائريين خاصة الحجاج باسم سفير المملكة العربية السعودية حيث تمكن من وضع خطة وصفها البعض بأنها مسلسل خليجي حيث فتح مكتبا باسم السفارة السعودية وتكلم بلهجة سكان الخليج ليحتال على الحجاج. بوسعادة فتيحة