تعتبر النشاطات الإجرامية التي جلبها المهاجرون غير الشرعيين معهم كثيرة، وقد ساهم في ذلك طموح هؤلاء الأفارقة وسعيهم نحو الثراء بشتى السبل سواء بجمع أموال تساعدهم على الوصول إلى الضفة الأخرى عبر نشاطات التهريب والتزوير والمخدرات أو بالاحتيال والنصب للحصول على أمول بعض ضعاف النفوس ممن تنطلي عليهم الحيل والألاعيب التي يجني على إثرها هؤلاء المحتالين الملايين والتي يشاركهم فيها أحيانا بعض الجزائريين من مدمني الاحتيال والنصب. قد تكون ظاهرة النصب والاحتيال من الظواهر استفحالا في السنوات الأخيرة، ما جعل عديد المواطنين ضحايا لنزوات بعض الجشعين في وسائل الربح السريع والمكاسب السهلة، وإذا كان من المعتاد سلوك سبل النصب والاحتيال والقيام بجريمتها من طرف بعض الجزائريين الذين يجدون في ضحاياهم فريسة سهلة بسبب احتياجاتهم الكبيرة أو تلبية لمطالب اجتماعية أو اقتصادية ملحة بالنسبة لهم، فتجد الجاني يسعى لانتحال صفة الغير أو يسعى بالاحتيال وذلك بانتحاله ألقابا أو وظائف ليعرض خدماته باستغلاله لمنصب أو نفوذ مزعوم لتسهل له عملية النصب والاحتيال على ضحاياه. وقد يكون ولوج الرعايا الأفارقة من المهاجرين الشرعيين أو غير الشرعيين بقوة خلال السنتين الأخيرتين على وجه التحديد إلى حالات النصب والاحتيال التي وقع ولايزال ضحيتها الكثير من الجزائريين الذين تنطلي عليهم ادعاءاتهم. الاحتيال عبر الإنترنت.. فمن المعروف للعديدين أن هؤلاء الأفارقة استعملوا في وقت سابق الكثير من أنواع النصب والاحتيال موجهة لمستعملي الإنترنت، حيث يعتمد الجناة على وسائل البريد الالكتروني في الاتصال ومخاطبة ضحاياهم، هؤلاء النصابين المحتالين من الأفارقة أضحوا يستعملون الوسائل الإلكترونية مع الأشخاص الممكن إيجادهم بالاتصال بهم على بريدهم الإلكتروني، والمهم بالنسبة لهم أن يكون احتمال الحصول على المال ممكن وكلما كثر عدد المراسلين ارتفعت نسبة الضحايا. نصب واحتيال بمشاركة جزائريين ولكن ما اطلعنا عليه أيضا أن هؤلاء الأفارقة يتصلون بالجزائريين عن طريق البريد العادي أيضا، لأن الكثير من أصحاب المهن الحرة، المقاولون، بل حتى المستثمرون وغيرهم من أصحاب الدخل الوافر لا يترددون كثيرا على المواقع الإلكترونية، ولهذا اهتدى هؤلاء الأفارقة بمساعدة بعض المحتالين الجزائريين المساهمين في تحديد الضحايا المستهدفين إلى استعمال البريد التقليدي، فبمجرد حصولهم على إسم ولقب المعني، والتعرف على عنوانه بالكامل، ينسجون خطة محكمة للنصب عليه، ليقتسموا "غنيمة" النصب والاحتيال فيما بعد بينهم . ومن بين الأساليب الشائعة التي يعتمدها هؤلاء المجرمين هي اصطناع قصص من نسج الخيال، كالادعاء بأنه شخص إفريقي يملك ثروة معتبرة تقدر بملايين الدولارات، ولا يستطيع إخراجها من بنك إلى آخر ولذا فإنه يرغب في المساعدة، وهذا ما تم معالجته من طرف الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالرايس حميدو والتي تتعلق باستلام شخص عن طريق ظرف بريدي رسالة من طرف سيدة إفريقية التي تدعي الإقامة بإنجلترا كلاجئة وتطلب المساعدة من أجل تحويل مبالغ مالية من دولة إفريقية إلى الجزائر من أجل الاستثمار وأن لديها أبنيها وهما في انتظارها أمام سفارة إفريقية من أجل مساعدتهما في الحصول على المبلغ المالي الهام، حيث طلبت منه تسليم مبلغ مالي قدره 13 مليون سنتيم إلى إبنها من أجل تسهيل عملية استلام الطرد البريدي الموجود بسفارة إحدى الدول الإفريقية بالجزائر، لكن تيقن المواطن بأنه تعرض إلى عملية نصب واحتيال خاصة أنقذه من الأسوء خاصة بعد تبليغه مصالح الدرك وإلقائها القبض على أحد الجناة. احتيال بقصص من نسج الخيال كما أن المحتال قد يدعي أنه صاحب ثروة مصاب بمرض مزمن ولم يبق من حياته سوى أشهر قليلة وهو يسعى إلى التبرع بأمواله الوافرة قبل وفاته، أو كأن تدعي سيدة إفريقية أنها زوجة شخصية مدنية أو عسكرية تم اغتيالها أثناء اضطرابات وقعت بأحد البلدان الإفريقية مؤخرا، وبما أنه من المعروف لدينا أن البلدان الإفريقية تعاني من اللا استقرار الأمني فإن هؤلاء النصابين ينشطون ضمن هذه الأحداث خاصة لإعطاء مصداقية أكثر لأكاذيبهم. في بعض الأحيان يدخل الضحية في اتصال هاتفي مع الجاني ليتصل فيما بعد" محامي" مزيف بالضحية ليؤكد له صحة القضية ويطالب بدوره تسريع إجراءات الدفع من أجل استخراج وتحويل الأموال باسم الضحية ؟!! ويعتبر هؤلاء الأفارقة الذين يمارسون النصب والاحتيال وقع ضحيتهم العشرات من المواطنين الجزائريين خلال سنة 2008 والسداسي الأول من سنة 2009 خاصة، ولكن تفطن العديد من المواطنين قبل أن يفقدوا مبالغهم المالية سمح لمصالح الدرك الوطني بالعديد من الولايات من إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، غير أن العديد من المواطنين راحوا ضحية نصب واحتيال، هؤلاء فقدوا أموال بالعملة الوطنية والصعبة لكنهم تقدموا بشكوى لمصالح الدرك الوطني بعد تعرضهم للنصب. 3593 توقيف مهاجر غير شرعي خلال السنة الجارية كما أن أعمال النصب والاحتيال الممارس من طرف الأفارقة بمساعدة جزائريين، شهدتها العديد من الولاياتكالجزائر ، تيبازة، تيزي وزو، البليدة، ڤالمة، عين تموشنت، مستغانم، البويرة وبسكرة . وقد غذت هذه النشاطات الإجرامية حملات المهاجرين غير الشرعيين التي يطمح العديد من أفرادها الوصول إلى الضفة الشمالية من المتوسط والذين أضحوا يجدون في النشاطات المشبوهة والإجرامية دربا سهلا لكسب المال المفضي إلى غاياتهم من حملات الهجرة غير الشرعية، ويؤكد هذه الوقائع إلقاء وحدات الدرك الوطني القبض على المهاجرين غير الشرعيين متورطين في مشاكل مختلفة من الجريمة المنظمة، حيث تم القبض على 17 شخصا بتهمة الاتجار بالمخدرات، و32 فردا بتهمة التهريب، و 62 فردا بتهمة التزوير، ومن جهة أخرى تمكنت مصالح الدرك الوطني التي لم تكن بعيدة عن ضبط حملات المهاجرين غير الشرعية وتمكنها خلال السداسي الأول من السنة الجارية فقط من إيقاف 3593 شخص من مختلف الجنسيات، وقد مست المتابعات القضائية العديد منهم، حيث أودع الحبس 789 شخص استفيد 119 منهم من الإفراج، هذا فيما صدرت أحكام بطرد 2669 شخص، كما وضع 276 من المهاجرين غير الشرعيين تحت الرقابة القضائية .