تعيش مكاتب بريد الجزائر هذه الأيام ظاهرة فريدة تتمثل في عزوف بعض الأجراء عن سحب مرتباتهم الشهرية وذلك ليس بسبب نقص السيولة التي تشتكي منها هذه المكاتب بل بسبب الأوراق النقدية البالية من فئة (200) دينار حيث وبمجرد أن يكتشف هؤلاء بأن عملية الدفع تتم بواسطة هذه الأوراق وليس بأوراق الألف دينار حتى يبادر بعضهم الى سحب شيكاتهم ومغادرة الطابور بسرعة البرق خاصة أولئك الذين أنعم الله عليهم بمرتبات شهرية محترمة ، وحتى أولئك الذين يدوسون على قلوبهم ويقبلون بهذه الأوراق الممزقة والتي يُخيل لمن يراها بأنها كانت تُتداول في القرون الوسطى فانهم سرعان مايعودون الى المكاتب التي سحبوا منها أموالهم للاحتجاج .