شرعت أمس، قوات من الجيش المالي في التحالف مع نظيرتها الموريتانية، في صحراء مالي، من خلال وضعهما قوة مشترطة لتعزيز ودعم عمليات مكافحة الإرهاب وملاحقة عناصر القادة في بلاد المغرب الإسلامي بالمنطقة. والتحقت فرق عديدة من الجيش المالي بنظيرتها الموريتانية التي ترابط شمالي مالي ، منذ أسبوع، في تحالف لمكافحة الإرهاب بالصحراء، يسجل لأول مرة بين البلدين، وقال عسكريون موريتانيون، أن التعزيز الأمني المشترك، يعد تنفيذا لتوصيات قادة جيوش دول الساحل خلال اجتماعهم بتمنراست سبتمبر الماضي، بغرض مواجهة وضع اللاأمن ومجابهة عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي عززت نشاطها هي الأخرى من خلال عمليات الاختطاف. وتزامن استحداث قوة عسكرية، مالية موريتانية، في شمال مالي مع لقاءات أمنية حثيثة يقوم بها ضباط عسكريون من الدولتين، تهدف إلى تنسيق التعاون الأمني و العسكري المشترك ، حيث التقى قائد أركان الجيش الموريتاني اللواء محمد ولد لغزوني بنظيره المالي غابريل بودو يغو رفقة عدد كبير من ضباط الجيش من الجانبين. وشرعت القوة المختلطة في التحرك عبر شريط صحراوي، حوالى 80 كلم شمال طومبوكتو، وتنقلت ثلاث وحدات عسكرية على الأقل من الجيش الموريتاني إلى المنطقة، وتمركزت ثلاث مناطق من الأراضي المالية وقرب منطقتي “حاس سيدي “و “خويبة رأس الما” التي جرت فيها العملية العسكرية الأخيرة بين وحدات من الجيش الموريتاني وعناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وصرح مسؤولون عسكريون من الجانبين لوكالة الأنباء الفرنسية أنهم “ يعتزمون حرمان عناصر القاعدة من أي تحرك بالمنطقة، وحماية مواطني البلدين، تحضيرا لعمليات مشتركة أخرى، يقوم بها الطرفان، على التراب الموريتاني، أين كان الجيش نفذ عمليات متوالية ضد العناصر الإرهابية . وباشرت الدولتان تنسيقا امنيا مشتركا، في وقت لم تلح إلى الأفق أي مؤشرات عن قرب حل معضلة الفرنسيين الخمسة المختطفين من النيجر، والمحتجزين لدى تنظيم القاعدة، بينما تحفظت باريس عن القيام بأي عملية عسكرية لتحريرهم، في انتظار ما تسفر عنه “مفاوضات” يتردد أنها تتم في سرية. وتسود مخاوف من الجانبين، المالي والموريتاني، من آن يرافق التنسيق الأمني والعسكري بين الجانبين، مشاكل قبلية، بسبب عدم استساغة الماليين، قيام وحدات من الجيش الموريتاني باعتقال مواطنيهم بشبهة صلاتهم بالإرهابيين في إطار ملاحقة عناصر القاعدة على ترابهم، بينما أكد أمس، مسؤول عسكري مالي تلك المخاوف، قائلا ان الجيش المالي هو من يحق له اعتقال مواطنيه ليلى.ع