يتواجد الجيش المالي في حالة تأهب قصوى، حيث تم تقسيمه في خطة عسكرية إلى وحدات برية وجوية، موازاة مع تقسيم المناطق العسكرية في شمال باماكو وتم تشديد المراقبة الجوية من أجل تعقب عناصر من فرع تنظيم القاعدة في المغرب التي تتواجد في بعض مناطق شمال مالي. أفادت مصادر أمنية في تصريحات لصحف مالية أمس أن الجيش المالي ينظم نفسه من أجل تأمين أجزاء من المناطق الحدودية الموريتانية والجزائرية وتعقب الجماعات الإرهابية. وأضافت نفس المصادر أن عدة اجتماعات مشتركة ستعقد في باماكو لاعتماد عملية في القريب العاجل من أجل نقل العمليات العسكرية للجيش المالي وملاحقة القاعدة في المغرب، وهو الأمر الذي لم يتم اتخاذه بشكل نهائي حسب ذات المصدر لأنه لم يتم اتخاذ أي قرار من جانب السلطات المالية في الوقت الراهن. لكن نفس المراجع أشارت إلى أنه سيتم قريبا الترتيبات الواجب اتخاذها من أجل نشر الجيش المالي في المناطق الشمالية للبلاد. يأتي هذا في وقت كانت القوات الموريتانية قد انسحبت جزئيا من الأراضي المالية وأصبحت مرابطة على الحدود المشتركة بين البلدين. حيث تراجعت وحدات الجيش الموريتاني إلى بضعة كيلومترات داخل الأراضي المالية بعد توغلها عدة مئات من الكيلومترات خلال العمليات الأخيرة ضد الفرع المغاربي للقاعدة في صحراء ?أزواد?حيث تم نشر جنود موريتانيين في منطقة تمبكتو، مالي (900 كلم شمال شرق باماكو) لتعقب عناصر القاعدة في المغرب. ويتعلق الأمر بثلاث وحدات من الجيش الموريتاني شوهدت عائدة من مالي إلى المنطقة العسكرية الخامسة في مدينة النعمة (شرق)، مشيرة إلى أن المواطنين 'لوحوا لها بإشارات النصر'. ولم تتضح أسباب هذا الانسحاب بعد وإن كان مراقبون يرون أنه جاء استجابة لشروط لتنظيم قاعدة المغرب، تسهيلا للتفاوض الجاري من أجل تحرير الرهائن المحتجزين لدى التنظيم منذ 16 سبتمبر الماضي. وكانت السلطات المالية قد سمحت بالتواجد العسكري الموريتاني على أراضيها من أجل ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في المغرب العربي، وقالت مصادر أمنية إن عدد الآليات العسكرية يعد بالعشرات من سيارات وشاحنات، إضافة إلى كثافة التواجد العسكري من الجيش الموريتاني الذي وضع في حالة استعداد وتأهب كبير. وقد دفع الجيش الموريتاني بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المناطق الصحراوية في شمال جمهورية مالي المجاورة في إطار حربه التي بدأها ضد ما يعرف بتنظيم قاعدة المغرب، وقالت المصادر إن وحدات من الجيش الموريتاني وقوات الحرس الرئاسي، شوهدت تعبر الحدود المالية متوغلة في إقليم أزواد شمال مالي لملاحقة عناصر القاعدة الذين يتخذون من شمال مالي مقرا لنشاطاتهم ومعسكراتهم التي يحتجزون بها حاليا سبعة أجانب من بينهم خمسة خبراء نوويين فرنسيين اختطفوهم من النيجر.