أرسلت موريتانيا عناصر جديدة من قواتها العسكرية إلى شمالي مالي في إطار الحملة العسكرية التي بدأتها منذ 17 سبتمبر الجاري ضد التنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة في بلاد المغرب''. ونقلت اليومية السعودية ''الرياض'' عن مصادر عسكرية في الجيش الموريتاني قولها أن هذا الأخير دفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المناطق الصحراوية في شمال مالي الجارة الجنوبية لنواقشط ، في إطار حربه التي بدأها ضد التنظيم الإرهابي السالف الذكر . وتحدثت المصادر ذاتها عن مشاهدة وحدات من الجيش الموريتاني وقوات الحرس الرئاسي، وهي تعبر الحدود المالية متوغلة في إقليم أزواد شمال مالي لملاحقة عناصر القاعدة الذين يتخذون ،مشيرة في الوقت ذاته أن الطيران الموريتاني قاد مساء الجمعة الماضي غارات جوية ضد معاقل التنظيم ا في شمال مالي، ولم يعرف إذا كانت الغارات خلفت خسائر في صفوف عناصر التنظيم. وتحدثت الصحافة الموريتانية عن عزم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز المضي قدما في حربه على تنظيم القاعدة في الصحراء الكبرى حتى القضاء عليه. وكان ولد عبد العزيز قد بين في لقاء مع شيوخ العشائر العربية في شمال مالي أثناء زيارة قادته نهاية الأسبوع الفارط إلى بماكو بمناسبة الاحتفالات المخلدة لليوم الوطني المالي، إن القاعدة أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الأمن والاستقرار في المنطقة ولا بد من التعاون للقضاء عليها، مبرزا أن بلاده ''ستسعى لتطهير المنطقة من القاعدة ''، كما دعا سكان إقليم أزواد المالي إلى التعاون مع الجيش الموريتاني في مطاردته لعناصر التنظيم وعدم توفير المأوى لهم. ومن جهته ، قال الوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد لغظف في كلمة له أول أمس أمام الأممالمتحدة إن بلاده تواجه ''مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود'' مضيفا أن ''الإرهاب ظاهرة عالمية ليست مرتبطة بدولة أو قارة أو دين أو مجتمع، و محاولة الخلط بين الإسلام وهذه الظاهرة عمل مرفوض وغير منطقي، فالمتضرر الأكبر من ظاهرة الإرهاب هو العالم الإسلامي'' حسب قوله. وأوضح ولد محمد لغظف إن نواقشط تبذل حاليا جهودا للتصدي لخطر القاعدة وتفعيل دور العلماء ''، في الجِدال بالتي هي أحسن، ولتقديم الصورة الصحيحة للإسلام، دين التسامح والفضيلة وقَبول الآخر، ونبْذِ الغُلُوِّ والتطرف''.