يشتكي سكان ترقية قيرواني الواقعة جنوب عاصمة الولاية سطيف من استمرار وضع حيهم الذي أضحى العيش به ضربا من ضروب الخيال إذ يعاني السكان منذ ما يناهز العقدين من استيراد تجار الجملة للمواد الغذائية من كل ما مكان أجراء مشاركة لسكنات فاخرة بنيت في إطار الترقية العقارية إذ تم تحويل المرائب المتواجدة أسفل العمارات إلى محلات تجارية بالجملة تمون العديد من ولايات الوطن .غير أنّ هذه الحركية الاقتصادية الكبيرة ولدت العديد من المتاعب للسكان الحي الذين لم يجدوا لدى المسؤولين والمنتخبين بالمجلس الحل لمشكلهم الذي بات يقلقهم وينغص عليهم حياتهم ويشكل خطرا على صحتهم إذ تبدأ معاناتهم منذ لساعات الأولى لليوم بدخول الشاحنات من مختلف الأنواع والأحجام محملة بمختلف السلع لتقوم بتفريغ حمولتها محدثة ضجيجا يقطع سكون وهدو الليل بالحي كما أنّ الغازات المحترقة المنبعثة من الشاحنات خلفت العديد من الأمراض لدى بعض سكان الحي كما أنّ الأوساخ التي يرمي بها التجار يجعل من الحي عبارة عن قمامة عمومية إلى حد أنّ عمال النظافة لا يقومون على جمع كل ما تم رميه وذلك بسبب عدم صلاحية الطرق والأرصفة داخل الحي فخلال فصلي الخريف والشتاء تكثر الأوحال إلى درجة أن التنقل بداخل الحي صعب للغاية أما صيفا فإنّ الغيار والأتربة هي الديكور الوحيد الذي تجعل فتح النوافذ بالشقق أمرا مستحيلا . وجدير بالذكر أنّ السلطات الولائية وفي إطار سعي منها لإيجاد حل لهذا المشكل قامت بمنح قطع أرضية لا تبعد عن الحي المذكور سوى بحوالي 150 مترا من أجل نقل تجارتهم وفتح قطب تجاري لتجارة الجملة للمواد الغذائية غير أنّ المستفيدين من هذه الأراضي التي بيعت بأسعار رمزية لم يبدوا نيتهم في الرحيل من حي قيرواني وقاموا بتشييد فيلات ومباني فردية ضخمة ولا شيء ينبئ بنيتهم في تحويل مكان تجارتهم ليتساءل سكان حي فيرواني المستاؤون من استمرار هذه الوضعية كيف تم منح التجار رخصا لبناء سكنات عوض محلات تجارية. ف.س