المتجمعون يحضرون للإنطلاق من مقر” الأرسيدي” نحو ساحة أول ماي كان مقر الحزب المتكون من ثلاثة طوابق والمحاذي لعدة عمارات و مقرات سكنية مكتظا بأعضائه الذين ضربوا موعدا لأنفسهم لكي يكون مقر ديدوش مراد نقطة الانطلاق، الأجواء بالداخل و هيئة المقر التي كانت مليئة ببقايا مختلف الأطعمة هنا و هناك تفيد أن العديد من أعضاء الحزب قضوا ليلتهم داخل المقر تحضيرا لليوم الموعود،تم إعداد عديد اللافتات المكتوبة و المناهضة للنظام السياسي القائم بعضها يدعو إلى ضرورة استرجاع الحريات الفردية و الجماعية و البعض الأخر يدعو و بعضها يطالب بحل كل المجالس المنتخبة، إضافة إلى لافتات مدون عليها” الجزائر حرة ديمقراطية”،و بالضبط على الساعة العاشرة صباحا استعد المتجمهرون للخروج من مقر الحزب عنوة حيث حصلت مشادات مع قوات مكافحة الشغب التي منعت المتظاهرين من الاندفاع إلى الأمام،و هنا بدأت هتافات المتظاهرين” الجزائر حرة ديمقراطية”، “ سئمنا من هذا النظام” و عبارات أخرى تشبه الحكم الجزائري بحكم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، و قد بدا على المتظاهرين الرغبة في إعداد سيناريو مثيل للسيناريو الذي حدث بتونس، حتى الأعلام الجزائرية المرفوعة من قبلهم كانت جنبا لجنب مع الأعلام التونسية،و قد قام المحتجون من الشرفات بعد منعهم من الخروج بإلقاء العديد من الأشياء الخشبية و القارورات مما تسبب في إصابة أحد المتواجدين بعين المكان، كما تم إلقاء المئات من المطويات بعضها قديم يعود لفترة التشريعيات و أخر يطالب بضرورة التغيير و بعد قرابة العشرة دقائق من الشد و الجذب و محاولة الخروج من المقر من دون جدوى، أطل سعيد سعدي من الشرفة على المتواجدين بالخارج و خاطبهم ميكروفونيا بعبارات يتم الإستماع إليها من الخارج بصعوبة و تفيد كلها بأن الوقت قد حان للتغيير قائلا “ لا نطالب بتغيير حكومي، بل نطالب بتغيير النظام ككل”. سعيد سعدي يتحدث عن مساعي لمنع مناضلي الحزب من الإلتحاق بالعاصمة في حدود الساعة العاشرة و نصف و إجابة لأسئلة بعض الصحافيين الذين كانوا متواجدين بعين المكان بمكتب سعيد سعدي، أشار هذا الأخير إلى تجنيد قوات الأمن لحوالي 15 ألف شرطي، ثلاثة ألاف منهم بساحة أول ماي قائلا “طالبنا بمسيرة، فوجدنا أنفسنا بمعركة لا ينقص منها سوى الجنرال ماثيو” مشيرا إلى إيقاف حركة القطارات مند يوم الجمعة من الشرق و الغرب لمنع تحركات المناضلين إلى العاصمة، و متحدثا عن إحاطة أمنية بكل من باب الواد و القصبة و ساحة بور سعيد، هذه الأخيرة التي أفاد بأنها منعت حتى على الراجلين، معلقا عن هذه الوضعية بقوله” السلطة التي تدخل الشعب في سجن ليست سلطة”، كما تحدث عن وجود حصار أمني بالإقامات الجامعية لمنع التحاق الطلبة بالمسيرة، و ختم قائلا: “ لم يبق سوى خيارين، إما التغيير بطريقة سلمية أو بقاء البلاد في وضعية الإنعاش”. و في الخارج و بدءا من الساعة العاشرة و النصف أين استمرت مواجهات عناصر مكافحة للشغب للمتظاهرين، عرف شارع ديدوش مراد المزيد من الدعم الأمني على طول الطريق الممتد من أعالي ديدوش مراد التي اكتظت عن أخرها بالعشرات من السيارات و الشاحنات الأمنية،مع العلم أن المتجمعين بالمقر لم يتجاوزوا المائتي شخص،و كانت حركة المرور تفتح تارة و تغلق تارة أخرى، في حين أغلقت تماما على الراجلين الذين تم منعهم من الترجل على طول الطريق المؤدي للحزب و بقي المتظاهرون يواصلون هتافاتهم “ الجزائر حرة ديمقراطية”. جرح شخصين و تواصل المواجهات إلى ما بعد منتصف النهار و في حدود الساعة الحادية عشر و الربع أين كان سعيد سعدي قد ختم ندوة صحفية عقدها بالمقر،حدثت مواجهات بين عناصر الأمن و المتجمعين الذين حاولوا الإندفاع عنوة أمام قوات مكافحة الشغب و نتج عن ذلك إصابة شخصين من الحزب بجروح و عم الصراخ المكان، في حين استغلت قوات الأمن فرصة تحقيق مزيد من التقدم إلى مدخل المقر راح أخرون يصرخون من الشرفات و يهتفون”لسنا بكلاب نحن متحضرين”و هنا تراجعت مصالح الأمن و أبقت على نفسها خارج المقر محاولة لتهدئة الأوضاع و.نسيمة