ولم يخف سكان زيامة تذمرهم من الموقف المتخاذل لمديرية الصحة بجيجل وتجاهلها التام لموضوع عيادة الولادة المتواجدة بهذه البلدية والتي يعود غلقها الى منتصف تسعينيات القرن الماضي على خلفية الأزمة الأمنية التي عاشتها المنطقة لتدخل بذلك هذه العيادة طي النسيان منذ ذلك الحين رغم الشكاوي المتكررة لسكان زيامة وكذا المناطق المجاورة ومطالبهم الموجهة لمديرية الصحة بجيجل باعادة فتحها أمام نساء الزيامة. خاصة في ظل العزلة النسبية التي تعيشها هذه الأخيرة وكذا الصعوبات التي يجدها سكانها في نقل نسائهم الى مستشفى عاصمة الولاية أو مستشفى بجاية خاصة في الفترة الليلية وهو ماعرّض حياة عدة حوامل الى الخطر بل ومنهن من فقدن أجنتهن في الطريق الى المستشفى وذلك جراء الظروف الصعبة التي ينقلن فيها الى المستشفيين المذكورين والتي تتم في أغلب الأحيان عبر سيارات تجارية أو سياحية وذلك في غياب سيارات الإسعاف الموجهة لهذا الغرض . وكانت بلدية الزيامة قد عاشت قبل أقل من أسبوعين على وقع حادث مؤسف تمثل في وضع أم لمولودها على قارعة الطريق بعدما باغثها المخاض ولم يتمكن زوجها من نقلها الى مستشفى جيجل في الوقت المناسب نتيجة بعد المسافة ونقص الإمكانات وهي الحادثة التي فجرت غضبا شديدا بين سكان البلدية المذكورة الذين طالبوا بايجاد حل نهائي وسريع لهذه الوضعية البائسة . خاصة في ظل الوعود الأخيرة لمدير الصحة الذي تعهد باعادة الإعتبار لبعض الفضاءات الصحية المهملة بما يستجيب لتطلعات سكان المناطق المعزولة الذين حاصروا الوالي بحزمة من المطالب الصحية أثناء الخرجات الميدانية التي قادته الى هذه المناطق مؤخرا . م.مسعود