ولم يبق أمام مسؤولي بلدية الميلية سوى منطقة بلارة لتفريغ أطنان القمامة التي تراكمت في شوارع المدينة جراء عدم جمعها لعدة أسابيع وذلك بعد رفض كل المناطق الأخرى التي أقترحت لإحتواء هذه النفايات استقبال شاحنات البلدية على غرار منطقتي بني محبوب وتاسقيف اللتين انتفض سكانهما ضد هذه الشاحنات مانعين اياها من تفريغ حمولتها بهذين المنطقتين ماجعل البلدية تلجأ في آخر حل الى منطقة بلارة خاصة في ظل عدم جاهزية المفرغة الجديدة التي يجري تشييدها على مستوى منطقة «زرزور» والتي سوف لن تكون عملية قبل بداية شهر جوان المقبل. هذا ولم يسلم قرار بلدية الميلية القاضي بنقل نشاط تفريغ القمامة إلى منطقة بلارة من الإنتقاذات سيما من حماة البيئة على مستوى هذه البلدية والذين نددوا بهذا القرار غير المدروس محذرين من كارثة بيئية قد تحل بالمنطقة المذكورة التي تشتهر بطابعها الفلاحي والرعوي ناهيك عن ضمها للوادي الكبير الذي يعد مصدرا للسقي بالنسبة لفلاحي العديد من المناطق المتاخمة له على غرار المصيف ، بوتياس ولعرابة ناهيك عن كون هذا الأخير هو مصدر لصيد الأسماك بالنسبة لبعض هواة هذه المهنة وهو مايبين حجم المخاطر التي يشكلها قرار البلدية بنقل نشاط تفريغ القمامة الى منطقة بلارة على الصحة العمومية وكذا السلامة البيئية .ولم يخف بعض مواطني الميلية الذين تحدثوا الى «آخر ساعة» قلقهم العميق من تحويل تفريغ القمامة الى منطقة بلارة وعدم تفكير أصحاب هذا القرار في عواقبه الوخيمة التي ستظهر ان آجلا أم عاجلا مستهجنين النظرة الأحادية لمسؤولي البلدية وعدم تفكيرهم سوى في الأمور الآنية دون النظر الى المستقبل في اشارة الى عواقب هذا القرار وتبعاته المستقبلية التي سيكون من الصعب جدا التحكم فيها ، كما ندد هؤلاء المواطنين بالمنظر القبيح الذي باتت تصنعه أكوام القمامة المتراكمة على ضفة الوادي الكبير والذي يمكن لمستعملي الطريق الوطني رقم (43) رؤيته بوضوح وكذا التأثيرات غير المحمودة لهذه النفايات والسموم المنزلية على مستقبل المنطقة الحرة ببلارة سيما بعد قرار السلطات ببعث الروح في هذه الأخيرة قريبا من خلال المشاريع الصناعية التي ستحتضنها والتي يراهن عليها سكان الميلية في احتواء أزمة البطالة التي تلقي بظلالها على سكان ثاني أكبر مدينة بعاصمة الكورنيش جيجل م. مسعود