إنها جريمة فعلا بشعة ونكراء يهتز لها أي كائن على وجه الأرض كون الضحية في قضية الحال معوق فقد رجليه أثناء العشرية السوداء الماضية حيث أنه يتنقل على كرسي متحرك ورغم هذا فإن الجناة في ملف القضية قتلوه دون رحمة الضحية يقطن في المرادية رفقة زوجته التي لا تنجب أطفالا وبالرغم من ذلك فقد كان هذا الأخير يعيش معها على الحلو والمر في بيت واسع يحتوي على 12 غرفة وأربعة مستودعات وقد كانت الحياة بين الزوجين هادئة وجميلة يزينها الأحباب الذين كانوا يزورونهم بين الحين والآخر، بينما تذهب الزوجة إلى العمل كل صباح تاركة الخادمة التي تقصد البيت على الساعة الثامنة صباحا تنظف الفيلا بأكملها وتحضر وجبات الإفطار والعشاء ثم تغادر بعدها تاركة الضحية وحده إلى حين عودة زوجته من العمل، وفي يوم زار الضحية (م.خ) صديقه المدعو (ب.ل) وبينما هما يتبادلان أطراف الحديث طلب الصديق من الضحية أن يأوي امرأة متشردة كانت قد طلبت منه المساعدة وذلك على مستوى أحد المستودعات وقد طلب (م.خ) من (ب.ل) إعطاءه فرصة للتفكير حين تعود زوجته من العمل قصد التشاور في الأمر وبعد يومين وافق الزوجان على إيواء المرأة المتشردة حيث جاءت هذه الأخيرة وبدأت تمارس حياتها بالمستودع بصفة عادية وبعد أربعة أشهر لاحظت زوجة الضحية بأن المدعوة (ت.ع) القاطنة بالمستودع تبدو حاملا فاستدعتها وزوجها واستفسراها عن القصة فردت هذه الأخيرة بأنها متزوجة عرفيا مع المدعو (ت.ف) وقد حملت منه وهي في الشهر الثالث، ومن أجل تسوية الأمور قام الزوجان بتزويج المرأة بطريقة قانونية مع المدعو (ت.ف) حيث حضر هذا الأخير للسكن بالمستودع رفقة زوجته ومرت ستة أشهر لتضع المدعوة (ت.ع) طفلها وبعد ذلك شرعت في وضع خطة من أجل سرقة أهل البيت علما أن الخطة رسمت خلال شهر رمضان المعظم من عام 2010 عندما قررت (ت.ع) وزوجها رفقة صديق آخر لهما تنفيذ السرقة. وفي اليوم الثالث من رمضان صعدت المتهمة إلى الطابق الأول من الفيلا ودقت الباب وهي متأكدة من مغادرة الخادمة وغياب الزوجة ليسأل الضحية (م.خ) من الطارق لتجيبه المتهمة أنها تريد إعداد الحليب لمولودها كون قارورة الغاز عندها قد نفدت، حينما صدقها الضحية و فتح لها الباب وفي هذه الأثناء هجم زوج المتهمة وصديقه الضحية ثم قيداه رغم إعاقته بينما قامت المتهمة بخنقه بوسادة نوم دون وضع اعتبار لإعاقته، وبعد التخلص من الضحية استولى المجرمون الثلاثة على المجوهرات والمال وكذا الأثاث الثمين ثم غادروا المكان. وعند عودة زوجة المرحوم من العمل اكتشفت الجريمة وعلى جناح السرعة أبلغت الشرطة التي باشرت في التحريات اللازمة ومع مرور 15 يوما من الوقائع تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على المجرمة التي كشفت على المجرمين الآخرين اللذين لم ينكرا ما نسب إليهما من جرم، وبأمر من غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء الجزائر وجهت لهؤلاء المجرمين جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة ويجدر بالذكر أن ملف القضية سينظر في محتواه في القريب العاجل. ك. ل