حيث قاموا بتحطيم ألأبواب و النوافذ و لم تسلم الإدارة من ذلك ، احتجاجا على الإهمال الذي تعرض له أحد أقاربهم المسمى ( حلاسي حميد ) البالغ من العمر 68 سنة ، حسب ما صرح به أهله الذين التقتهم آخر ساعة التي تنقلت إلى مكان الاحتجاج للوقوف على حجم المعاناة و اللامبالاة التي يتعرض لها المرضى يوميا بهذا المستشفى الذي أصبح نقطة عبور فقط نحو مستشفيات و المصحات الخاصة بعنابة . و فور وصولنا إلى المستشفى وجدنا أهل المريض في حالة من الغضب و الدموع تملأ عيونهم من شدة الحصرة على صحة مريضهم الذي نقل الى هذا المستشفى و هو في حالة صحية جد حرجة بعد تعرضه لكسور عديدة على مستوى الرجلين و دخوله في غيبوبة ، بعد أن صدمته سيارة من نوع ساكسو في الساعات الأولى من صبيحة أول أمس و هو في طريقه الى العمل بمنطقة الفج التابعة لبلدية النشماية على الطريق الوطني رقم 21 الرابط بين قالمة و عنابة ، ليتم نقله من طرف أعوان الحماية المدنية الى مصلحة الاستعجالات بمستشفى عقبي ، و بعد بقائه لعدة ساعات بالمصلحة طلب الطبيب المناوب إجراء أشعة للمريض ثم أمر بتحويله إلى مستشفى ابن رشد بعنابة ، إلا أن هذا التحويل قوبل بالرفض من طرف القائمين عليه مؤكدين أن لديهم اكتظاظ في المرضى ، كما أن مستشفى عقبي بقالمة لديه كل الإمكانيات المادية و البشرية التي تأهله للتكفل بمرضاه دون تحميله معاناة التنقل و تعريض حياتهم للخطر ، ليتم إعادة المريض الى مستشفى عقبي بقالمة ، و ظل طيلة اليوم و هو مرميا بمصلحة الاستعجالات بدون معاينة حتى دواء مسكن الألم أحضره الأهل من خارج المستشفى لانه غير متوفر لدى هذه المصلحة . و بقي أهل المريض يتنقلون بين مسئولي الصحة بقالمة من المدير ألولائي إلى مدير المستشفى لكن دون جدوى بحجة أن كل الأطباء المختصين في جراحة العظام هم في عطلة ، مما أثار غضبهم من هذا التسيب و التنصل من المسؤولية ، ليقوموا بالتعبير عما بداخلهم من غصب و تصعيد احتجاجهم بتحطيم الأبواب و النوافذ مما خلق جوا من الفوضى و حالة من الاستنفار القصوى لجهاز الأمن ، فيما تدخل محافظ الشرطة لتهدئة المحتجين و إقناعهم بإيجاد حل سريع لهذا الوضع . و حين وجودنا بالمستشفى حاولنا الاتصال بالمسؤولين لتفسير هذا الوضع للرأي العام ، لكن الكل رفض الإدلاء بأي تصريح و حتى مدير المستشفى لم نجد له أي أثر . جدير بالذكر أن المريض حلاسي حميد متواجد بمستشفى ابن رشد بعنابة ، بعد تدخل أحد الأطباء المختصين في جراحة العظام على مستوى هذا المستشفى للتكفل باجراء العملية له ، حسب ما جاء في تصريح أحد أقاربه لآخر ساعة صبيحة أمس ، و الى غاية كتابة هذه الأسطر تبقى حالة عمي حميد و أمثاله كثيرون بين مطرقة الضمير المهني و سندان اللجوء الى المصحات الخاصة في ظل غياب التكفل الصحي بالمستشفيات العمومية . نادية طلحي