فيما لا يخلف معظم المعتمرين موعد صلاة التهجد قيام الليل ودعاء الإمام الشيخ السديس الذي يسيل دموع جل المسلمين خاصة في الأيام الفردية التي قد تتواكب وليلة القدر. توافد أكثر من 60 ألف جزائري لعمرة العشر الأواخر تسجل أيام رمضان توافدا معتبرا من للجزائريين على البقاع المقدسة لأداء العمرة نظرا للطابع القدسي الذي تكتسيه المناسك الدينية في هذا الشهر و هو ما أدخل وكالات السياحة و الأسفار في منافسة قوية النجاح فيها للأكثر جدية.والتغيير الواضح الذي طرأ على ذهنيات الجزائريين هذا الموسم أنهم أصبحوا يحبذون القيام بمناسك العمرة في سن مبكرة مقارنة بالأعوام الماضية، وبذلك بات عدد كبير من المعتمرين لا يتجاوز سنهم الخمسون سنة حيث تجدهم لا يغفلون على ترك أي صلاة سواءا فرضا أو نافلة، ونسمع بتواجدنا بداخل المسجد الحرام كل اللهجات الوطنية من غرب البلاد إلى شرقها وأقصى جنوبها، وتحدثنا مع البعض منهم حيث كشف المعتمر المدعو يوبي عبد الرحمان 27 سنة من ولاية الطارف أنه لم يغب عن أي صلاة منذ دخوله البقاع المقدسة معتبرا أن الفرصة ثمينة من أجل الدعاء وكسب أكبر عدد ممكن من الحسنات، كما أكد عمار غراب 32 سنة من سدراتة ولاية سوق أهراس أن باعتباره يؤدي عمرته الثانية فضل مساعدة ّأكبر عدد من الشباب الذين رافقوه في رحلته من أجل توجيههم ومرافقتهم في أداء مناسكهم وصلواتهم قائلا أنه عمد إلى تنظيم فعاليات الرحلة بقيادة نوعا ما هذه البعثة المصغرة. أما عمي جمال بن خرازي 68 سنة من عين صالح ولاية تمنراست فقد أكد أنه بكي أسبوعين قبل مجيئه إلى مكة وهو اليوم يبكي لاستماعه وخشوعه لله أمام قراءة دعاء الإمام الشيخ السديس. الجزائريون يبكون وراء الإمام السديس ويتحرون ليلة القدر التحمت أفئدة الاف الجزائريين المعتمرين، وهللت حناجرهم في أول ليلة من العشر الأواخر في المسجد الحرام، على صوت وقراءة ودعاء الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، الذي أصبح الآن نجماً عالمياً حتى أن عددا كبيرا من المعتمرين يفضلون قضاء العشر الأواخر بمكةالمكرمة بدلا من المدينةالمنورة لتواجد الامام ذو الصوت الحنين والخشوع. 130 ألف معتكف يستعدون لخلوة 240 ساعة مع إطلالة العشر الأواخر من رمضان يدخل 80 ألف معتكف مقار اعتكافهم في قبلة الدنيا، في واحدة من أجمل الصور الإيمانية التي لا تستطيع عدسات القنوات الفضائية رصدها من الداخل.. وفي مشهد إيماني مترع بطيوب الرجوع إلى الله وأريج التوبة، حيث تتجسد أبهى صور العلاقات الإنسانية الوثيقة لتتجمع تحت رايتها الأطياف والأعراق والأجناس وتشكل بوتقة واحدة تضع الفقراء والبسطاء في مصاف الأثرياء وحيث لا فرق بين هذا العرق وذاك إلا بالتقوى. مجرد النزول في أي ساعة من السلم المقابل لساحات المسجد الحرام وتحديدا المجاور لباب الملك فهد، يعني الدخول إلى عالم آخر غير الذي نعيشه والمغلف بصخب حياة الدنيا، أشخاص تقاسموا مساحات القبو، حيث تتناثر بعض الأمتعة المهمة كالوسائد وأغطية النوم والملابس، وبقية صناديق صغيرة يحفظون فيها حبات من التمر يطفئون بها الجوع التي يحرص عليها أصحابها. هذه في الغالب قصص بعض المعتكفين في العشر الأواخر من رمضان. ‘'آخر ساعة'' حاورت عددا من المعتكفين الذين يقضون عشرة أيام في الصلاة وتلاوة القرآن والتلذذ بالعبادة وفي البداية قال عثمان الشيخ 74 عاما، أنه يعتكف في المسجد الحرام منذ عشرين عاما وأنه لا يعرف من أماكن المسجد الحرام سوى القبو لكنه بكبر سنه بات لا يستطيع تحمل البرد المنبعث من مبردات المسجد. وقال معتكف آخر، فضل عدم الكشف عن هويته إنه يعتكف للمرة الأولى، مبينا رغبته في التفرغ للعبادة في شهر رمضان. وأضاف: تجمعنا هنا اليوم هدفه الحصول على مغفرة الله ورحمته، وأنا متزوج حديثا ولم يمر على زواجي ثمانية أشهر ومع هذا تركت عروسي عند أهلها بسوق أهراس وأتيت للسعودية لاعتكف في المسجد الحرام، حيث يقضي الجميع الليل في الصلاة والنهار في تلاوة القرآن، ولا نبرح الحرم إلا لتناول الطعام. مكة... القلب النابض للسياحة الدينية ما يميز مكة أنها توفر للمعتمر عرضا متنوعا في مجال السكن والمبيت، فهي تعج بعدد كبير من الفنادق ابتداء من الفنادق ذات الخدمة الراقية وحتى الفنادق ذات المستويات العادية، ولكل وجهة سعرها، غير أن من بين الأمور التي يجب على المعتمر الاحتياط منها أن الأسعار ترتفع بشكل كبير خلال العشر الأواخر من رمضان. وتشتهر مكة بكثرة مطاعمها، فإذا كان المعتمر في جوار الحرم المكي ورغب في وجبة سريعة وخفيفة، فما عليه سوى التوجه إلى أحد المحلات المنتشرة على طول الساحات وطلب سندويتش أو أكثر من الشاورما، وتبدو المحلات قديمة، إلا أن الأكل فيها لذيذ ولائق، لأن جميع الطلبات تقدم طازجة لزيادة الإقبال عليها، أما إذا كان المعتمر بعيدا عن الحرم، فهناك شارع العزيزية العام، حيث يمكنه طلب وجبته من أشهر المطاعم العالمية، أو التوجه إلى المطاعم التي تقدم أنواع الكبسات السعودية التقليدية الموجودة على طول الشارع. ويمكن للمعتمر كذلك زيارة الأسواق الشعبية في مكة، التي لا تزال تحافظ على أصالة الماضي، مثل سوق العتيبية في شارع الحجون وسوق الغزة القريب من الحرم، كما يمكنه القيام بزيارة بعض المجمعات التجارية الحديثة مثل سوق السلام وسوق العزيزية وسوق الحجاز الواقع على طريق مكةجدة السريع. المعتمرون ينفقون 50 مليار أورو في 10 أيام كشفت ثلاث دراسات متخصصة أن حجم إنفاق المعتمرين، وطبقا لتوقعات وزارة الحج السعودية حال وصول العدد إلى 10 ملايين معتمرا من بينهم 80 ألف جزائري في عام 1433ه أن يصل إلى 25 مليار ريال أي ما يعادل 50 مليار أورو خلال 11 يوما في مكةالمكرمة لمختلف القطاعات. وأوضحت الدراسات أن صدور تنظيم العمرة والزيارة الجديد، أدى دورا رئيسا في ارتفاع حجم الاستثمار في قطاع العمرة بمقدار 8207 ملايين ريال حوالي مليار و600 ألف أورو، وكانت الدراسة الأولى في كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة بعنوان «آثار إنفاق المعتمر الخارجي على اقتصاديات مكةالمكرمة»، في حين ركزت الدراسة الثانية بأعمار والشرائح العمرية للمعتمرين خلال شهر رمضان، وأن متوسط أعمارهم من 41 إلى 50 سنة وعدد الإناث 21 % بينما الذكور 79 % و88 % منهم متزوجون، أما الدراسة الثالثة فركزت على جودة الخدمات المقدمة للمعتمرين. وزاد الإقبال السياحي الديني على السعودية من قبل سكان الدول العربية الإسلامية الأمر الذي جعل أكثر من 10 ملايين زائر وسائح يزورون السعودية خلال شهر رمضان، وذلك ما أشعل المنافسة بين الشركات والفنادق العالمية على تعزيز التواجد أكثر في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، فأصبحت في مكة وحدها عشرات الفنادق ومئات الشقق المفروشة التي تشكل نسبة 35 % من حجم 1319 فندقا ووحدة سكنية في السعودية بإجمالي غرف يزيد علن 77167 غرفة. ووصف عاملون في قطاع العمرة والسياحة الدينية في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ل''آخر ساعة'' أن الموسم هذه السنة بدأ قويا، مقارنة بالموسم الماضي؛ ما جعلهم يطالبون وزارة الحج بتدارك هذا الأمر، وأن يكون بداية موسم العمرة في أوائل شهر صفر من كل عام، وأرجعوا ذلك إلى تزامن موسم العمرة مع الإجازة السنوية، مؤكدين أن تشهد الحجوزات الفندقية إقبالا كبيرا، خاصة في بداية شهر شعبان حتى نهاية شهر رمضان، الذي يشهد مثل هذا الوقت ذروة موسم العمرة؛ للإقبال الكبير من قبل المواطنين، والزوار المعتمرين من الدول الإسلامية كافة. زيادة قوات الدفاع المدني بمكةوالمدينة خلال العشر الأواخر من رمضان قررت السلطات السعودية زيادة عدد قوات الدفاع المدني في مكةوالمدينة بنسبة 30 في المائة لمواجهة الحالات الطارئة. فقد أكد مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري، جاهزيته لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة تدابير مواجهة الطوارئ بالعاصمة المقدسة والمدينةالمنورة، خلال العشر الأواخر من شهر رمضان؛ للحفاظ على أمن وسلامة ملايين المعتمرين والزوار للحرمين الشريفين. ونوه الفريق التويجري في تصريح حول خطة الدفاع المدني خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان, إلى زيادة القوى البشرية لرجال الدفاع المدني من الضباط والأفراد بنسبة تزيد على 30 في المئة، عما كانت عليه منذ بداية شهر رمضان إذا تطلب الأمر, و بما يتناسب مع الزيادة الكبيرة في أعداد المعتمرين. ويدعم قدرة الوحدات والفرق الميدانية لأداء مهامها على أكمل وجه, مشيراً إلى زيادة عدد رجال الدفاع المدني داخل وخارج المسجد الحرام في العشر الأواخر إلى 1000 شخص يدعمهم عدد كبير من الآليات؛ للتدخل السريع في حالات الطوارئ، وأكثر من 1000 رجل دفاع مدني في المسجد النبوي الشريف والمنطقة المحيطة به. 33 نقطة إسعاف تعالج المعمرين في الحرم المكي نشر أكثر من ألف مسعف داخل المسجد الحرام وخارجه لتقديم الخدمات الإسعافية العاجلة لضيوف الرحمن من المعتمرين طوال رمضان الجاري، ونقل الحالات المرضية إلى المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة. وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين، أن الإدارة وضعت 33 نقطة إسعاف داخل الحرم الشريف وفي محيطه الخارجي، مبينا أنه تم تحديدها بعناية تبعا لدرجة الزحام في بعض المواقع، وكثافة تواجد المعتمرين في عدد من مداخل المسجد الحرام ومخارجه، بحيث يمكن تقديم الإسعافات للمرضى والمصابين في أسرع وقت، وإخلاء الحالات التي تحتاج إلى رعاية خاصة إلى أقرب المستشفيات باستخدام سيارات مجهزة، وبمشاركة من طائرات الدفاع المدني إن لزم الأمر. وأشار العميد أربعين إلى أن جميع المسعفين مدربون ومؤهلون تماما لتقديم الإسعافات كافة للمرضى والمصابين وكبار السن، لا سيما خلال الأيام العشر الأواخر، التي تشهد زيادة كبيرة في أعداد المعتمرين، إضافة إلى تكثيف أعمال المسح الوقائي لكافة المنشآت السكنية والفندقية في العاصمة المقدسة، وإزالة أية مخالفات تهدد أمن وسلامة ضيوف الرحمن. العشر الأواخر من رمضان.. الفرصة الأخيرة والأثمن تحث هيئة كبار العلماء على زيادة الاجتهاد في الأعمال الصالحة في العشر الأخيرة من رمضان لأن الله تعالى جعلها موسمًا للإعتاق من النار. علما بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص هذه العشر بالاجتهاد في العمل أكثر من غيرها كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لم يجتهد في غيرها. وأشارت الهيئة إلى أنه ينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي فيتفرغ من أعمال الدنيا أو يخفف منها ليوفر وقتًا للاشتغال بالطاعة في هذه العشر المباركة. ومن خصائص هذه العشر الاجتهاد في قيام الليل وتطويل الصلاة بتمديد القيام والركوع والسجود وتطويل القراءة وإيقاظ الأهل والأولاد ليشاركوا المسلمين في إظهار هذه الشعيرة ويشتركوا في الأجر ويتربوا على العبادة، وتعظيم هذه المناسبات الدينية. من مبعوثنا إلى البقاع المقدسة : طالب فيصل