يعاني سكان العديد من بلديات ولاية قالمة ، خاصة منها بلديات الفجوج ، هليوبوليس ، بلخير و بومهرة أحمد ، من الدخان المتصاعد مع كل ليلة من المفرغة العمومية المتواجدة بمحاذاة المركز التقني لردم النفايات ، بمنطقة بوقرقار ببلدية هليوبوليس ، إلى درجة إحساس سكان البلديات المعنية بالاختناق حتى داخل بيوتهم المغلقة ، حيث تغطي سحابة سوداء من الدخان الملوٌث المتصاعد من مفرغة بوقرقار سماء البلديات المعنية ، والتي أصبح سكانها يعيشون في حالة من الاستياء والتذمر ، بعد أن تعرض أطفالهم إلى الإصابة بعدة أمراض تنفسية جراء استنشاقهم المستمر للهواء الملوٌث ، على مدار عدٌة سنوات مضت دون أن تفكر السلطات المعنية وخاصة منها مديرية البيئة بالولاية في إيجاد الحلول المناسبة لتشغيل المركز التقني لردم مختلف النفايات وتخليص سكان الجهة الشمالية لمدينة قالمة وبلدياتها المجاورة من هاجس مختلف الأوبئة والتي أصبحت تهدد كامل المنطقة بكارثة بيئية ووبائية جراء التلوٌث الحاصل في الجو والذي يمتد يوميا إلى عدٌة كيلومترات كاملة بسبب عامل الرياح . وهو ما يؤثر سلبا على صحة المواطنين وأطفالهم الأبرياء الذين ارتفعت حالات الإصابات بالربو وضيق التنفس في أوساطهم بشكل ينذر بالخطر ، خاصة لتركيبة النفايات التي ترمى في هذا المكان المخصص لتجميع النفايات لعدد من البلديات . وعلى الرغم من أن المركز التقني لردم النفايات وبعد أن غرق في جملة من المشاكل التي حالت دون تشغيله بسبب جملة التحفظات المرفوعة من طرف مكتب الخبرة الألماني الذي أوفدته وزارة البيئة وتهيئة الإقليم لتفقد أشغال الإنجاز سنة 2004 ، وما تبع ذلك من إجراءات ميدانية لرفع تلك التحفظات ، كانت أخرها زيارة لجنة أخرى من الوزارة حلٌت بالمكان صائفة 2010 لإعطاء الضوء الأخضر لدخول هذا المرفق الهام حيز التشغيل الفعلي ، إلآ انه وعلى الرغم من كل الإجراءات المتخذة من طرف مصالح مديرية البيئة إلاٌ أن المشكلة لم تنته بالنسبة لمواطني البلديات المتضررة . نادية طلحي