شهدت العديد من مناطق عاصمة الكورنيش جيجل أمس الأربعاء موجة جديدة من الحرائق المهولة التي أتت على مساحات جديدة من الأراضي الغابية ملحقة بذلك مزيد من الأضرار بالشريط الغابي للولاية التي توالت عليها موجات الحرائق منذ منتصف شهر جوان المنصرم لتبلغ هذه الأخيرة ذروتها خلال الأسبوعين الأخيرين حيث تم تسجيل أكثر من (20) حريقا بأكثر من ثلت بلديات الولاية الثماني والعشرين . وقد أسفرت حرائق أمس والتي ملتهبة على نحو واسع الى غاية كتابة هذه السطور عن تدمير ما يزيد عن (100) هكتار من المساحات الغابية وذلك كتقدير أولي وخاصة بمرتفعات بلديتي تاكسنة والميلية ، كما تسببت هذه الحرائق المهولة في ارتفاع درجة الحرارة بالمناطق القريبة من موقع الحرائق الى أكثر من أربعين درجة فوق الصفر مما زاد من معاناة السكان المنحدرين من هذه المناطق والذين ضاقوا ذرعا بالحرائق المتتالية التي لم تترك أمامهم ولو نسمة هواء نقية يتنفسونها في عز الشهر الفضيل . هذا وأشارت احصائيات غير رسمية الى تدمير أكثر من ألف هكتار من المساحات الغابية بالولاية (18) الى غاية نهاية الأسبوع الماضي وهو الرقم الذي يقترب من الرقم الإجمالي المسجل في حرائق الصائقة الماضية برمتها وهو مايفسر تحذير العشرات من المهتمين بملف الطبيعة بالولاية من خطر كارثة بيئية وشيكة قد تكون لها انعكاسات غير مسبوقة على الحياة بهذه الولاية الساحلية خاصة في ظل الأضرار الكبيرة التي ألحقتها هذه الحرائق بالشريط الغابي المحيط بمدن الولاية والذي من شأنه أن يؤثر بشكل كبيرعلى معادلة التوازن البيئي بهذه المناطق التي تآكل غطائها النباتي الذي يوفر الأكسجين للكائن البشري كما شهدت هجرة غير مسبوقة لمختلف الحيوانات البرية التي كانت تعيش بها والتي ماتت المئات منها بفعل تدمير المصادر الغذائية التي كانت تعتمد عليها في عملية النمور والتكاثر وهذا دون الحديث عن الخسائر الإقتصادية الأخرى التي ستنجر عن هذه الحرائق غير المسبوقة والتي أتت على مساحات واسعة من أشجار الفلين التي كانت عائداتها تشكل الى وقت قريب رقما ثقيلا في المداخيل الإجمالية للولاية