واصلت ألسنة النيران التهامها للمزيد من المساحات الغابية بالعديد من بلديات ولاية جيجل مقتربة من بعض التجمعات السكانية المتواجدة في أحضان الجبال وبالخصوص تلك المتواجدة بالجهة الشرقية من الولاية . ولم تفلح كل جهود مصالح الغابات وكذا مصالح الحماية المدنية في وضع حد نهائي لهذه الحرائق التي اندلعت قبل قرابة أسبوع على مستوى سبع بلديات وهي الميلية ، بلهادف ، برج الطهر ، أولاد عسكر ، العوانة ، زيامة منصورية والعنصر قبل أن تمس أول أمس الإثنين بلدية ثامنة وهي الجمعة بني حبيبي حيث أتت النيران على مساحات واسعة من الغابات المتواجدة بأعالي هذه الأخيرة متسببة في سحب كبيرة من الدخان الذي غطى سماء البلدية المذكورة طيلة يوم كامل . وينضاف حريق أول أمس الى موجة الحرائق التي ضربت العديد من البلديات الجيجلية نهاية الأسبوع الفارط والتي أتت حسب آخر المعلومات على أكثر من (100) هكتار من المساحات الغابية ولو أن هذا الرقم يبقى مرشحا للإرتفاع حسب مصادر مقربة من مصلحة الغابات لولاية جيجل على اعتبار أن أغلب الحرائق المذكورة لم يتم التحكم فيها بشكل كامل نتيجة ضعف وسائل الإطفاء وصعوبة التضاريس التي حالت دون احتواء هذه الحرائق التي ظلت بعضها قائمة الى حد كتابة هذه السطور كما هو الحال بالنسبة للحريق الذي شب على مستوى أعالي بلدية الجمعة والذي يتجه رويدا رويدا نحو جبال "سدات" الشهيرة التي كانت تتحصن بها الجماعات المسلحة على مدار العشرية السوداء . والأكيد أن مصالح الغابات بجيجل ومن ورائها اقتصاد الولاية (18) هما الخاسران الكبيران في هذه الحرائق التي أتت على الآلاف من أشجار "البلوط" التي كان من المفترض الشروع في استغلالها قريبا في اطار موسم جني الفلين الذي انطلق منذ عدة أسابيع بجبال الولاية وهو مايفسر حديث البعض عن تكبد مصالح الغابات من وراء الحرائق المذكورة لخسائر بالملايير خاصة وأن أشجار "البلوط " التي هلكت في هذه الحرائق كانت قادرة على انتاج آلاف الأطنان من ثروة الفلين التي تشكل عائداتها رقما ثقيلا في اقتصاد هذه الولاية الجبلية . م/مسعود