لم ينقض شهرين بعد عن العفو الرئاسي الصادر في 5 جويلية، حتى عاد عدد من المحبوسين المستفيدين منه إلى اعمالهم الاجرامية ومنه الى السجون ، فيما تزايدت معدلات الاجرام بالولاية في ظرف وجيز خصوصا جرائم السرقة ،الاعتداءات ،حيازة الاسلحة البيضاء المحظورة واستهلاك المخدرات . حيث عالجت العناصر الامنية المختصة من امن ودرك خلال الشهرين الاخيرين ، عشرات القضايا المتعلقة بالسرقة ،حمل الاسلحة البيضاء المحظورة ،الحيازة واستهلاك المخدرات ،الاعتداءات المسلحة ،اسفرت عن تورط عدد من المعفي عنهم خلال الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر ،الامر الذي استدعى اقتيادهم وتحرير محاضر سماع ضدهم ومنه تقديمهم امام وكلاء جمهورية المحاكم المختصة ، حيث اودعوا الحبس من جديد في انتظار محاكمتهم بتاريخ الجلسات ،يأتي هذا في وقت تزايدت فيه معدلات الاجرام منذ صدور قرار العفو بشكل خطير ، حيث لا يمر يوم دون ان تصل مسامعنا اخبارا متعلقة بالاعتداءات على المواطنين خاصة فئة الاناث ، كما اضحت شوارع عنابة لا تخلو من عصابات السرقة واختطاف الحقائب اليدوية وأقراط النسوة ، هذا ولا يمر يوم دون ان نقف على شجار بين الشباب بواسطة الاسلحة البيضاء من سيوف وخناجر وعصي والذي كثيرا ما يخلف جرحى في صفوف المتخاصمين نتيجة الضرب المتبادل والرشق العشوائي بالحجارة ،وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى ان الفترة التي تلت استفادة المساجين من العفو الرئاسي وقعت خلالها جرائم قتل راح ضحيتها ما لا يقل عن خمسة اشخاص اخرها الجريمة التي اهتز على وقعها حي ديدوش مراد والتي راح ضحيتها شاب لا يبلغ من العمر 27 سنة على يد مستفيد من العفو واخويه وذلك على خلفية تصفية حسابات قديمة ، من جهتها تعيش مختلف احياء الولاية على وقع ارتفاع معدلات السرقة والاعتداءات المسلحة حيث تحولت جلها الى بؤر للإجرام ، ومعاقل للمجرمين وذوي السوابق وعن اعمار المستفيدين من العفو والذين زرعوا الرعب في نفوس المواطنين فتتراوح ما بين 18 و 36 سنة ، في الاطار ذاته يمكن الاشارة انه وبالرغم من التواجد الامني لعناصر الامن والدرك ، وكذا تنظيم حملات المداهمة لأوكار الفساد والإجرام وتكثيف الدوريات الليلية ، غير ان ذلك لم يردع افراد العصابات الاجرامية كما لم يضع حدا للإجرام او على الاقل ان يحد منه ،ليجد المواطن نفسه ضحية الاعتداء اليومي من طرف المنحرفين ..مما يستدعي بإعادة النظر في اللجوء المفرط للعفو وإطلاق سراح مساجين قبل إتمام عقوبتهم والتي تشجع بعض المعفو عنهم على العودة لارتكاب جرائهم ليلا ، نهارا ، والذين لم يسبق لهم دخول المؤسسات العقابية التشجيع على الالتحاق في ظل وجود عفو في كل مناسبة .