تشهد العديد من مكاتب البريد عبر الوطن يومين قبل عيد الأضحى أزمة سيولة حادة نتيجة النقص الفادح في الأموال،و هو الأمر الذي أثار استنكار الكثير من الزبائن الذين لم يتمكنوا من سحب رواتبهم الشهرية بسبب نقص السيولة والاكتظاظ . وقد أرجعت مصادر رسمية بالمديرية ذلك إلى تراجع في نسب الأموال التي يزودها بها البنك الوطني الجزائري، والتي لم تتعد أحيانا نسبة 20 بالمائة من المبلغ المطلوب.لم يتمكن المواطنون المتوافدون على مكاتب البريد بولايات الوطن من سحب أموالهم نتيجة غياب السيولة المالية ،مما أثار حالة من القلق لدى زبائن شبابيك الدفع التي وجدت نفسها عاجزة عن إجراء عمليات التخليص للصكوك المودعة على مستواها في أجواء يميزها الضغط والاكتظاظ الذي ترسمه طوابير المواطنين الراغبين في سحب رواتبهم الشهرية، و إضافة إلى هذا المشكل ،فان البعض من المكاتب البريدية تعرف تدني الخدمات بفعل التعطل المستمر للأجهزة الالكترونية و هو الأمر الذي أدى إلى استياء العديد من الزبائن ،إذ وجدوا أنفسهم مجبرين إلى التنقل من بلدية لأخرى قصد تلبية طلباتهم .وفي سياق ذي صلة أكد مصدر من مؤسسة بريد الجزائر أن عددا من المؤسسات العمومية والوزارات قامت بضخ رواتب عمالها بدءا من الواحد والعشرين من الشهر الجاري، في حين أن مؤسسات أخرى ضخت رواتب موظفيها في الرابع والعشرين من أكتوبر كإجراء استثنائي بالتنسيق مع مؤسسة بريد الجزائر مناسبة اقتراب عيد الأضحى المبارك.وأوضحت المصادر ذاتها، أن هذا الإجراء جاء لتسهيل عملية سحبها للموظفين والمتقاعدين وحتى العمال الأجراء ليتمكنوا من اقتناء أضحية العيد خلال هذا الأسبوع وهو تاريخ بداية عملية بيعها بنقاط البيع، وقال المصدر الذي أورد الخبر ، أن مؤسسة بريد الجزائر لا تزال تعمل بالتنسيق مع عدد من الوزارات والمؤسسات العمومية على استكمال عملية الضخ قبل الآجال القانونية التي عادة ما تكون مع نهاية الشهر حتى يتمكن المواطنون من الحصول على مصاريف الأضحية ومساعدتهم في على الحصول على رواتبهم في أسرع الآجال. وأشار ذات المسؤول إلى ارتفاع معدل السحب للزبون الواحد ما بين 7000 و8000 دينار خلال سنة 2010 إلى30,000 دينار خلال سنة 2012، وذلك راجع إلى ارتفاع الأجر الشهري للمواطنين مع الزيادات التي أقرتها الحكومة، حيث ارتفع متوسط الدخل الفردي من 15 ألف دينار إلى 30 ألف دينار، مما يتطلب سيولة نقدية ضخمة من أجل الاستجابة إلى جميع الطلبات أمام ارتفاع عدد زبائن بريد الجزائر إلى 12 مليون زبون خلال الفترة الأخيرة.من جهتها حمل زبائن مؤسسة البريد والمواصلات مسؤولية نقص السيولة المالية بمراكز البريد، عبر مختلف ولايات الوطن للبنك المركزي الجزائري ، الذي عجز عن توفير السيولة المالية المطلوبة من طرف مؤسسة البريد، مما تسبب في شل العديد من المراكز البريدية الفرعية في اليوم الاول من صرف الرواتب وهو ما احدث فوضى عارمة قبل يومين من العيد .