علمت ''الخبر'' أن بنك الجزائر المركزي قام أمس، بضخ كمية هامة من المبالغ المالية في الحساب الجاري لمؤسسة بريد الجزائر كإجراء استثنائي لمواجهة مشكلة السيولة النقدية بمناسبة عيد الأضحى. ويأتي هذا الإجراء الذي يدخل حيز التنفيذ اليوم لتسهيل عملية سحب الموظفين رواتبهم، كما سيتم فتح مكاتب البريد هذا الجمعة من الثامنة صباحا إلى السادسة والنصف مساء. لم يتمكن أمس، عدد من الموظفين والعمال من سحب رواتبهم الشهرية، حيث لا يزال مشكل نقص السيولة المالية مطروحا بحدة في عدد من المؤسسات المالية بالجزائر، وقد انعكس سلبا على حصول العمال على رواتبهم وشراء مستلزمات العيد. بالموازاة مع ذلك تعذر أمس، على قابضي المكاتب البريدية عبر الوطن توفير السيولة النقدية اللازمة لدفع أجور العمال والموظفين في وقت لا يفصلنا عن العيد سوى أيام قلائل، بينما يتوقع عدد من المؤسسات البنكية أن تعرف اعتبارا من الأحد المقبل نقصا حادا في السيولة النقدية بسبب الإقبال الكثيف للموظفين والعمال لسحب أموالهم. ففي المكتب البريدي بحسيبة بن بوعلي، بساحة أول ماي، بالجزائر العاصمة لم يتمكن أغلب الموظفين من سحب رواتبهم، ونفس الشيء لعمال قصدوا مراكز بريدية أخرى في بلوزداد وحسين داي؛ حيث قضى البعض ساعات في طوابير يقف فيها أزيد من 200 شخص دون الحصول على أي مبلغ مالي. ولا يقتصر الاكتظاظ على مكاتب البريد فقط، فالموزعات الإلكترونية أخذت هي الأخرى نصيبها من ذلك؛ حيث تشكلت أمام الكثير منها طوابير طويلة من المواطنين، خاصة منهم الذين لا تتوفر بحوزتهم صكوك بريدية. بالمقابل طرح أصحاب البطاقات الإلكترونية مسألة تحديد مبلغ السحب ب5 آلاف دينار فقط. واعتبر هؤلاء الزبائن الكمية التي يتم سحبها غير كافية في مناسبة مثل العيد الأضحى. وقد دفع هذا الوضع البعض إلى طلب الاستدانة من الأقارب لمواجهة متطلبات العيد، في حين قصد آخرون أصدقاء لهم يملكون حسابات بنكية بغرض الحصول على سلفية لمواجهة المصاريف. في شأن متصل رفض موظفون عاملون بمركز الصكوك البريدية بساحة الشهداء بالعاصمة منحة العيد والمقدرة ب21 ألف دينار. وهي أقل بكثير من منحة موظفي اتصالات الجزائر المحددة ب30 ألف دينار، بينما وصلت منحة عمال موبيليس المتعامل العمومي للهاتف النقال إلى 32 ألف دينار. وعليه يعتزم العاملون بمراكز الصكوك البريدية شن حركة احتجاجية بعد عيد الأضحى مباشرة للتنديد بهذا التمييز. وتأتي أياما فقط بعد الحركة الاحتجاجية التي شنّها عمال مركز الصكوك البريدية وعددهم يتجاوز 540 عامل؛ حيث نددوا بهذا التهميش المسلّط عليهم من قبل المديرية العامة لبريد الجزائر، والمطالبة بجملة من الانشغالات أهمها توحيد شبكة الأجور والترقية في الرتب.