يواجه تلاميذ الطورين الأول والثاني ببلدية برج الطهر التي تبعد بنحو (40) كيلومترا عن عاصمة ولاية جيجل منذ أكثر من أسبوع وضعية استثنائية وذلك بعد توقف كل الخدمات المدرسية التي كانت تمنح لهم ومن ذلك التدفئة والإطعام وهو ماتسبب في قهر العشرات من التلاميذ الصغار الذين باتوا بين مطرقة الجوع الجارف وسندان البرد القارس الذي سببته الثلوج المتهاطلة على مرتفعات عاصمة الكورنيش .وحسب المعلومات التي تحصلت عليها «آخر ساعة» والتي زكاها العديد من أولياء التلاميذ الذين اتصلوا بنا من أجل الإبلاغ على هذه الوضعية الكارثية فان مختلف المدارس الإبتدائية وحتى المتوسطة الوحيدة التي تتوفر عليها هذه البلدية قد أوقفت منذ أكثر من أسبوع كل الخدمات المدرسية الموجهة للتلاميذ بما في ذلك الإطعام والتدفئة وذلك دون سابق انذار مما انجر عنه مضاعفات كارثية على وضعية التلاميذ وخاصة أولئك الذين يدرسون في المرحلة الإبتدائية حيث سقط الكثير من هؤلاء وسط الأقسام بعدما أضناهم الجوع والبرد وتسببا في هزم أجساد الكثير منهم وخاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تعيشها هذه البلدية الجبلية منذ عدة أيام بفعل التساقط الكثيف للثلوج وكذا الرياح الباردة التي هبت عليها والتي زادت من تأزم وضعية تلاميذ برج الطهر الذين لجأ بعضهم الى مقاطعة الدراسة اما بشكل ارادي أو بأمر من أوليائهم الذين عبروا في اتصال «بآخر ساعة» عن تذمرهم الشديد من هذه الوضعية الذين تمنوا أن تجد طريقها الى الحل مع بداية الأسبوع الجاري حتى لاتتحول الى مأساة حقيقية .وحسب المعلومات التي تمكنا من جمعها من أطراف على علاقة بهذا الملف الساخن فان أسباب عدم منح الوجبات الغذائية لتلاميذ برج الطهر منذ العودة من العطلة الشتوية تعود الى انتهاء مدة العقود التي كانت تضمن تمويل هذه المؤسسات بحاجتها من المواد الغذائية الممنوحة للتلاميذ وعدم مسارعة الأطراف الوصية الى تجديدها في حين تجهل أسباب قطع التدفئة عن هذه المؤسسات خاصة وأن مديرية التربية كانت قد أكدت على تزويد كل المؤسسات التربوية الواقعة بالمناطق الجبلية والنائية بما لايقل عن ألفي جهاز تدفئة خلال الأسابيع الماضية فقط وهي الأجهزة التي كلفت خزينة هذه الأخيرة ما لايقل عن ثمانية ملايير سنتيم .