ترتادها العديد من النسوة لأجل التجميل والحلاقة في أغلب الاحيان لكن هذا الظاهر يخفي بين جدرانه العديد من الممارسات التي تجعل الحلاقات يعملن جنبا الى جنب مع دلالات ذهب، شوافات بخت وزهر وبزناسات عطور وملابس مستوردة. فأضحت صالونات الحلاقة مكانا لممارسة نشاطات موازية على مرأى من زبائن المحل أو خفية عنهم أخر ساعة انتقلت الى بعضها المنتشرة على مستوى ولاية عنابة لتكشف عن خبايا ما يحدث فيها ولتقف على بعض الممارسات المحظورة من سحر وشعوذة الى البزنسة في الملابس والذهب أما قراءة الفنجان فحدث ولا حرج.هذا وتعالج المديرية الجهوية للتجارة عدة ملفات هي الان قيد التحقيق فيما يتعلق بالمخالفات التجارية علما ان عدد محلات الحلاقة للجنسين بخمسة ولايات شرقية وصل الى 1747 محلا لممارسة هذا النشاط . “بزناسات” الملابس والعطر للبيع بالتقسيط أصبحت العديد من الحلاقات تبرم اتفاقيات ان صح التعبير مع “ البزناسات” حيث تقوم هذه النسوة المختصة في بيع الملابس والعطور ومواد التجميل بزيارة صالونات الحلاقة وتحديد يوم لعرض خدماتهن على زبائن المحل وهو الحل الذي وجدته العديد من الحلاقات مناسبا لزيادة عدد الزائرات خاصة وأن النساء مولوعات بكل ما يتعلق بالموضة وطريقة تسديد ما يشترونه من هؤلاء البزناسات على عدة مرات يجعلنهن يترددن رفقة معارفهن على صالون الحلاقة بغية الحصول على مايرغبن فيه من سلع مستوردة وخلال زيارة لأحد صالونات الحلاقة الواقع بقلب مدينة عنابة كانت أحد” البزناسات” تعرض سلعها التي تقول أنها اشترتها من “دبي” على النسوة اللائي كن منبهرات “بالعباءات” المطرزة بمختلف الألوان التي يتراوح سعرها مابين الثمانمائة ألف دينار جزائري والست عشر ألف دينار ورغم غلاء أثمانها مقابل نوعيتها التي لم تكن توحي بأنها كانت تعرض بأحد محلات امارة دبي إلا أن عددا من الزبائن كن يتاسبقن لشراء تلك السلع والوصول الى حل يلقى رضا الطرفين في طريقة تسديد الثمن وهكذا كانت هذه الطريقة ناجحة لجلب انتباه الزبونات الحاضرات بالمحل . “دلالات” الذهب يبعن السلع الراكدة يعرفن ب«دلالات الذهب” هن نسوة يكثر ترددهن على محلات الحلاقة لبيع وشراء الذهب وطبعا لصاحبة محل الحلاقة نصيب من العملية كيف لا وهي تفتح أبوابها للمتاجرة داخل مساحة مخصصة للحلاقة والتجميل “فقط” وحسب بعضهن فان تجارة الذهب داخل صالونات الحلاقة قد انتعشت بسبب ارتفاع اسعار الذهب في السوق والتي وصلت الى اكثر من ست آلاف دينار للذهب المحلي ما جعل النسوة يلجأن إلى شراء الذهب داخل صالونات الحلاقة من عند الدلالات اللواتي يأتين به من سيدات يرغبن في بيع حليهن بسبب أزمة السكن والحاجة الى المال وهو الأمر الذي يتكرر كثيرا لدى الكثير من ربات البيوت حاليا بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار هذا اضافة الى استغلال الصاغة لهؤلاء النسوة “الدلالات” في بيع السلع الراكدة من الحلي مقابل الحصول على ربح طفيف وهو ما وقفت عليه اخر ساعة في أحد محلات بيع الحلي الذهبي حيث بدت السيدة التي تقوم بهذه المهمة في الخمسين من العمر وتلبس “ملاية”سوداء حيث لم يظهر من وجهها سوى عينيها والتجاعيد البادية تحت جفنيها والتي بالكاد سمحت لنا بتحديد سنها وكانت في تلك الأثناء منهمكة في سرد تفاصيل ما استطاعت بيعه لصاحب المحل ولم تقف ممارسات صاحبات بعض صالونات الحلاقة عند هذا الحد بل تعدت هذا الأمر بكثير. “الشوافات” لكسب قلوب الحائرات يبدو أن صاحبة محل الحلاقة التي كنا نراقب ما يحدث داخل محلها لم تقتصر “أجندتها” على موعد واحد في الأسبوع خاص بزيارة الدلالات بل تعداه بكثير لزيارة أحد الشوافات للمحل. كان الصمت سيد الجلسة حينها حيث ظننا في هذه الأثناء أنهن سينفجرن غيضا بسب تماطل الحلاقة في عملها وطول انتظارهن لنتفاجا في الاخير ببسمات عريضة ترسم وجوههن لم نرها مند جلوسنا في هذا المحل وقد تزامنت هذه الابتسامات والغمزات مع دخول سيدة جميلة تلبس لباسا عصريا وسرعان ما اكتشفنا أنها “شوافة” بعدما بدأت النسوة تذهبن اليها الواحدة تلو الاخرى في بادئ الأمر اندهشنا من طريقة لباسها وأناقتها حيث أن القصص والروايات كانت تصف الشوافة على أنها سيدة بدوية تربط رأسها بخرقة بالية وعلى وجهها بعض الوشم وهو مالم نلاحظه بتاتا في هذه السيدة لنكتشف حينها أن “أجندة “هذه الحلاقة تختلف حسب اليوم فيوم مخصص للدلالات وآخر للشوافات فماذا تخبئ بقية الأيام يا ترى داخل هذا الصالون وأمثاله وبعد أن انتهت تساؤلاتنا لاستغرابنا الوضع بدأت الشوافة في كشف المستور كما تقول لأحد البنات التي قالت لها انها لن تتزوج لأن أحد غريماتها قامت بعمل” سحر “ لها وما عليها إلا أن تشتري بعض الاشياء كي تقوم الشوافة بإزالة السحر على طريقتها ليكون الفرج بعد أيام وزاد فضولنا في هذه الاثناء لمعرفة هذه الأشياء التي تبين في الأخير أنها عبارة عن قميص نوم أبيض من النوع الرفيع وبعض أنواع البخور والعطر اضافة الى مائتي دينار عند القيام بهذه العملية أما ثمن هذه الجلسة الصغيرة فكان ثلاثمائة دينار حيث تفاجأت السيدة بأنها لا تملك المبلغ الكافي لإعطائها اياه فما كان على صاحبة المحل إلا أن تطمئن “الشوافة “بأن الفتاة زبونة في المحل وستعود مرة اخرى لتبقى الأيام المقبلة كفيلة بفك لغز أجندة أمثال هذه الحلاقة وشريكاتها. ملفات قيد التحقيق على طاولة المديرية الجهوية للتجارة صرحت مصادر مسؤولة من المديرية الجهوية للتجارة لآخر ساعة بأن عددا من الملفات الخاصة بأصحاب صالونات الحلاقة على طاولة المديرية لدراستها بعد أن رفعت ضدهم شكاوى وسجلت لديهم عدة مخالفات هذا وخلال التحقيق الذي أجرته ذات الجهة على مستوى شرق البلاد تم تحرير 13 محضرا لعدم الاستجابة للخدمة المرغوب فيها للمستهلك اضافة الى مخالفتين تتعلقان بعدم اشهار الأسعار كما اقترحت المديرية غلق اربعة صالونات بسبب عدم احترام أصحابهم لشروط ممارسة المهنة وتضيف ذات المصادر بأن هذا التحقيق قد أجري بتاريخ الخامس ديسمبر المنصرم وشمل كافة صالونات الحلاقة والتي تصل الى 120 بولاية عنابة خاصة بالنساء والرجال أما ولاية الطارف فتحتوي على 110 صالونات خاصة لحاملي للسجل التجاري و480 خاصة لحاملي بطاقة الحرفي اضافة الى 308 صالونات بولاية سوق أهراس و 303 بولاية سكيكدة أما ولاية قالمة فوصل عدد الصالونات بها الى 112 خاصة لحاملي السجل التجاري. هذا وتبقى الرقابة على هذه الصالونات غير كافية بالنظر الى تزايد عددها خاصة بالنسبة لحاملي بطاقة الحرفي التي تعتبر أعدداهم أضعاف أولئك الذي يحملون سجلات تجارية .