عاش الشارع الكبير بمدينة الميلية الواقعة على بعد نحو (60) كيلومترا إلى الشرق من عاصمة الولاية جيجل في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول على وقع عملية انتحار مروّعة كان بطلها شاب في العقد الثاني من العمر والذي أقدم على تقطيع جسده أمام المارة قبل أن يذبح عنقه من الوريد إلى الوريد وحسب مصادر «آخر ساعة» فإن الشاب المذكور والذي كان يقيم مع والدته في شقة تقع بالشارع الكبير بالميلية المعروف باسم «البولفار» قد دخل في خلاف مع من حملته في رحمها لمدة تسعة أشهر أو بالأحرى والدته التي ومن شدة غيضها من بعض التصرفات الطائشة لهذا الابن العاق قامت بطرده من البيت وهو القرار الذي لم يهضمه هذا الشاب بدليل خروجه في حالة هيستيريا إلى الشارع المقابل لبيته العائلي قبل أن يتناول خنجرا من الحجم الكبير ويشرع في تقطيع شرايين يديه ، بل وقام بطعن نفسه في أماكن متععدة أمام هول المارة ، قبل أن يضع الخنجر على رقبته ويسحبه من أقصى اليمين الى أقصى الشمال متسببا في إلحاق جروح غائرة على مستوى الرقبة مصحوبة بنزيف حاد كان كافيا لسقوط هذا الشاب مغشيا عليه ليتم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى بشير منتوري وهو بين الحياة والموت ، وقد تضاربت المعلومات حول تطورات الحالة الصحية لهذا الشاب بين من تحدثوا عن وفاته بعد لحظات من وصوله إلى المستشفى وبين من أكدوا على تواجده إلى حين كتابة هذه الأسطر في حالة غيبوبة كاملة على مستوى مصلحة العناية المركزة نظرا لخطورة الإصابات التي لحقت به .هذا وجاء هذا الحادث ليضاف إلى قائمة محاولات الإنتحار اللامتناهية للشبان والمراهقين بثالث أكبر مدينة بعاصمة الكورنيش جيجل والتي أخذت طابعا خاصا في الفترة الأخيرة من خلال تفنن أصحابها في تنفيذها واختراعهم في كل مرة لأساليب جديدة للإنتحار من أجل أمور واهية في الغالب بدليل انتقال هؤلاء من أسلوب الحرق بالبنزين إلى أساليب وطرق أخرى من نفس القبيل « بقر البطن» على الطريقة اليابانية وحتى الذبح وتقطيع الشرايين وهو ما زاد من حيرة وعجز علماء الاجتماع وكذا بقية المختصين الذين لايزالوا مكتوفي الأيدي تجاه مثل هذه الظواهر الآخذة في التوسع بالولاية (18) في ظل تشعب المشاكل الاجتماعية وتأثيرات الأفكار الواردة من وراء البحر ناهيك عن تأثيرات بقية الأمور الأخرى من قبيل السموم والمخدرات التي كانت وراء الكثير من المآسي التي عاشتها هذه الولاية خلال الفترة الأخيرة