قررت السلطات الولائية لولاية أم البواقي، وعلى رأسها المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية، خلال الاجتماع الذي انعقد أمسية الأربعاء الماضي، وجمع كل من والي الولاية “محمد الصالح مانع” ورئيس بلدية أم البواقي “موسى خليل”، التراجع عن فكرة احتضان ملعب “زرداني حسونة” لفعاليات الطبعة السابعة لمهرجان موسيقى الشباب الذي سيعرف انطلاقته الرسمية يوم 2 جويلية القادم وتحويله إلى القاعة المتعددة الرياضات “بغو عبد الحميد” الكائنة بعاصمة الولاية. الاجتماع جاء نتيجة التراشقات والملاسنات والاختلافات في الرؤى التي نشبت بين رئيس البلدية بمعية أعضائه من جهة ومحافظ المهرجان من جهة أخرى خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك على خلفية الوثيقة المرسلة من قبل المحافظ للمير التي تحصلت “أخر ساعة” على نسخة منها، اعتبرها ذات المجلس أنها لم تستند إلى أبجديات التعاملات الإدارية من خلال تضمنها لعبارات مهينة ومنقصة من قيمته على حد قول المير في تصريح سابق، كما حملت ذات الوثيقة في طياتها مطالب اعتبرها المير وأعضائه بمثابة أوامر فوقية على شاكلة، توفير كل الإمكانيات لإنجاح هاته الطبعة، بما فيها تنظيف دورات مياه الملعب وتوفير كل اللوازم المتعلقة بالنظافة على غرار الصابون ، المناشف، الصانيبون..... الخ وهي القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت مصالح البلدية بمعية رئيسها يتخذون موقفا جماعيا رافضا لإقامة المهرجان على حساب ميزانية البلدية، بحجة أن الاخير يملك ميزانية خاصة ويمكن للمحافظ تحمل كل الأعباء المترتبة عنه، وهو ما نقله “موسى خليل “ للوالي من خلال شرحه للحجج والبراهين التي استند إليها رفقة أعضائه في اتخاذ ذلك القرار ، على غرار شبح المديونية التي تتخبط فيها البلدية بخاصة منها المتعلقة بالمخلفات المالية للطبعتين الأخيرتين للمهرجان، مع تأكيده للوالي أنهم ليسوا ضد الثقافة وهذا المهرجان الذي يندرج حسبهم ضمن الموروث الثقافي للمنطقة، بقدر ما هم حريصون كل الحرص على الارتقاء بمستوى التسيير المحلي من خلال دفع وتيرة التنمية المحلية بالبلدية ، ولماذا تم اتخاذ قرار الرفض الذي جاء دون خلفيات شخصية، وخدمة للمواطن والمدينة أكثر من أي شيء أخر. وحسب مصادرنا فان الوالي كان يريد إنقاذ المهرجان من الفشل بليونة، خاصة انه لم يبقى سوى 10 أيام لإعطاء إشارة انطلاقته الرسمية، وفي نفس الوقت محترما قرار المجلس البلدي الذي اعتبره سيادي وله مبرراته، خاصة أن أعضاء المجلس البلدي، هددوا بالاستقالة في حال قبول مصالح البلدي بمطالب المحافظ، ليستقر الأمر في النهاية، على تغليب رأي البلدية الرافض جملة وتفصيلا إقامة المهرجان على أرضية ملعب زرداني حسونة، ونقله إلى القاعة المتعددة الرياضات “بغو عبد الحميد” على خلفية الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الدائرة مساء يوم الخميس بحضور كل الأطراف المعنية بمن فيها مديرية الشباب والرياضة، وكذا الجهات الأمنية، أين أسفر ذات الاجتماع على حل توافقي بينهم مفاده تخصيص مصالح البلدية للمنصة الحديدية الخاصة بالعرض مع تحمل محافظ المهرجان لمختلف أعباء هذه التظاهرة الثقافية، التي لم تلق رواجا بحسب استطلاع بعض أراء سكان عاصمة الولاية، الذين طالبوا بإعادة الاعتبار للمهرجان من خلال طبعته التي حملت اسم الأسطورة عيسى الجرموني، الذي يعتبر حسبهم رمز من رموز الأغنية الشاوية التراثية ، ومن جهة أخرى فقد أشارت بعض المصادر إلى تشكيل لجنة تحقيق لتقصي الحقائق والتدقيق في الميزانية المخصصة للمهرجان من خلال الإطلاع على برنامجه بحذافيره خاصة وان هناك قطاعات عدة ساهمت ماديا وبشريا هي الأخرى في إنجاح الطبعات الماضية، وهو ما اثر استغراب وحيرة العارفين بخبايا تنظيمها، على غرار دفع مبالغ مالية لفنانين تصل إلى حد ال100 مليون سنتيم لسهرة “بالبلاي باك”. وفي الوقت الذي انتظر فيه عدد من مراسلي وسائل الإعلام بالولاية استقبال الدعوات لحضور الندوة الصحفية للمحافظ بغية الرد على كل هاته التساؤلات، قامت إدارة المحافظة بتوجيه دعوات عبر البريد الالكتروني لفئة على حساب فئة أخرى ليبقى السؤال المطروح على أي معيار تم هذا الاختيار يا سيادة المحافظ.