شرت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية وإذاعة فرنسا الدولية “إر. إف. إي” الأحد رسالة كتبها زعيم “القاعدة في بلاد المغرب” عبد الملك دروكدال في 2012 ويشرح فيها لرجاله كيفية فرض سيطرتهم تدريجيا على شمال مالي وذلك بالتخفي خلف حكومة من الطوارق لكسب تأييد السكان تدريجيا. والرسالة موقعة من عبد الملك دروكدال الملقب بأبي مصعب عبد الودود وهي بمثابة خريطة طريق يشرح فيها لاتباعه الطريقة المثلى للسيطرة على شمالي مالي، وقد عثر عليها في فيفري الماضي، في تمبكتو صحافيان فرنسيان يعملان في “ليبراسيون” و«ار اف اي”. والرسالة المكتوبة بالعربية والتي نشر الموقعان صورا لها تقع في ستة محاور وهي مطبوعة على الكمبيوتر ومؤرخة في جوان 2012 وعنوانها “توجيهات عامة بخصوص المشروع الاسلامي الجهادي بأزواد” في اشارة الى شمال مالي الذي يطلق عليه الطوارق اسم ازواد. ويقول دروكدال في رسالته الموجهة الى امراء التنظيم ان “القوى الكبرى المهيمنة على الواقع الدولي رغم ضعفها وتراجعها نتيجة الانهاك العسكري والازمة المالية الا انها ما زالت تملك الكثير من الاوراق التي تؤهلها لمنع قيام دولة اسلامية في ازواد يحكمها جهاديون او اسلاميون”. ويضيف انه “من المتوقع جدا، وربما من المؤكد، ان يحدث تدخل عسكري سواء مباشر أو غير مباشر أو أن يفرض حصار اقتصادي وسياسي عسكري كامل وضغوط متعددة ستصب في النهاية اما الى اجبارنا على التراجع لقواعدنا الخلفية او اثارة الشعب علينا نتيجة التجويع وقطع الامدادات والرواتب او تأجيج الصراع بيننا وبين بقية الحركات السياسية المسلحة في الاقليم”. وبناء عليه يقترح عبد الودود على اتباعه عدم الظهور في الحكم بل تعيين سلطة صورية من الطوارق، وكذلك ايضا عدم المسارعة الى التشدد في تطبيق احكام الشريعة بل الى التساهل في تطبيق هذه الاحكام حتى لا ينقلب السكان على الحكم الجديد. وبحسب المؤسستان الاعلاميتان الفرنسيتان فان هذه الوثيقة عثر عليها في 16 فيفري، في تمبكتو الصحافي في “ار اف اي” نيكولا شامبو وزميله في “ليبراسيون” جان لوي لوتوزيه، اللذين ارسلا الى المدينة المالية التاريخية فور فرار مسلحي القاعدة امام تقدم القوات الفرنسية في اطار الهجوم الساحق الذي شنته واطلقت عليه اسم عملية سيرفال. وعثر الصحافيان على الوثيقة ارضا داخل مقر التلفزيون الوطني المالي “او ار تي ام” في تمبكتو، وقد عمدت المؤسستان الاعلاميتان الى ترجمة نص الوثيقة من العربية الى الفرنسية وكذلك ايضا التحقق من صحة هذه الوثيقة وتحليلها بمعية خبراء.