عادت الحركات المسلحة الترقية في شمال مالي إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة المركزية في باماكو، وهذا بعد مرور أسابيع من تجميدها بسبب مواجهات عسكرية وخلافات بين الأطراف، ، فيما كشفت وسائل الإعلام الفرنسية عن رسالة للأمير الوطني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد الملك درودكال تعود إلى سنة ,2012 أي قبيل التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي، يحث فيه قيادات المجموعات الإرهابية على تبني إستراتيجيته في حكم شمال مالي. ❍ أكدت ثلاث حركات مسلحة عربية وترقية في شمال مالي عن استعدادها لاستئناف المفاوضات مع حكومة باماكو التي شرعت فيها منذ فترة، وتوقفت بسبب خلافات مع السلطات المالية وبسبب مواجهات عسكرية أيضا، وقالت الحركة الوطنية لتحرير إقليم أزواد أنها تقبل المشاركة مجددا في جولات التفاوض مع الحكومة رغم أنها كانت قد اتهمت باماكو بعدم الامتثال لشروط الهدنة ووقف إطلاق النار الموقعة في شهر جوان الماضي، فيما أكدت الجماعات الانفصالية الثلاث هذه الخطوة بعد أن أفرجت سلطات مالي عن 23 متمردا الأسبوع الماضي امتثالا لشروط وقف إطلاق النار الذي وقع في واغادوغو. وقال بيان وقع عليه المجلس الأعلى لوحدة أزواد والحركة العربية للأزواد »نعلن إنهاء تعليق مشاركتنا«، وقالت الجماعات الثلاث إنها سوف تعود للمشاركة في لجنة تراقب تنفيذ اتفاقية جوان بما في ذلك نزع السلاح وعودة المقاتلين إلى ثكناتهم والإفراج عن السجناء، وفي هذه الأثناء دعا محمد جيرى مايجا، نائب رئيس الحركة الوطنية لتحرير أزواد إلى تأجيل الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 24 نوفمبر القادم، لأن كثيرين من سكان شمال مالي مازالوا مشردين في أعقاب الصراع والتدخل العسكري الفرنسي-الإفريقي الأخير. يذكر أن حكومة باماكو كانت قد اتهمت نواكشوط بالتسبب في انسحاب الحركات الترقية والعربية المسلحة من المفاوضات معها، ويبدو أن تنصيب الرئيس المالي الجديد إبراهيم بوبكر كيتا شكل مناسبة لإعادة الدفئ إلى العلاقات بين مالي وموريتانيا، خصوصا وأن باماكو تخشى من تدهور الوضع الأمني في الشمال مجددا، خصوصا بعد التفجيرات التي استهدفت ثكنة للجيش في تومبوكتو وأوقعت عدد كبير من الضحايا، وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المسؤولية عن العملية متوعدا باماكو بعمليات أخرى أكثر دموية في المستقبل. وتتزامن هذه التطورات مع نشر صحيفة »ليبراسيون« وإذاعة فرنسا الدولية رسالة لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد القاعدة الإسلامي عبد الملك درودكال المكنى بابي مصعب عبد الودود وجهها إلى قادة »الجهاديين«، تعود إلى سنة 2012 حين كان رجاله يسيطرون على شمالي مالي، يطالبهم فيها بالتخفي خلف حكومة من التوارق كي يكسبوا تدريجيا تأييد السكان، وتعتبر الرسالة، حسب الخبراء الفرنسيين الذين قاموا بتحليلها، عبارة عن خارطة طريق أو رسم إستراتيجي ينصح فيها أتباعه بإتباع المنهج الذي يمكنهم من إبقاء السيطرة على شمال مالي. رسالة الأمير الوطني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي عثر عليها في فيفري 2013 في تمبكتو صحافيان فرنسيان يعملان في »ليبراسيون« و»أر أف أي« وقد نشرا مساء أول أمس الأحد نصها الكامل على الموقعين الالكترونيين لمؤسستيهما، تقع في ستة محاور وهي مطبوعة على الكومبيوتر ومؤرخة في جويلية 2012 وعنوانها »توجيهات عامة بخصوص المشروع الإسلامي الجهادي بأزواد«.