لا البرد و لا غزارة الأمطار أثنت عشرات العائلات عن خطوة الخروج للشارع و غلق طريق سطورة ، لإيصال أصواتهم للسلطات المحلية و الولائية ، حيث اعتبر بعض المحتجين أن الوقوف لساعات تحت المطر و رحمة البرد و الريح أهون من انتظار الموت بين ألواح الخشب و القصدير. فمنذ ساعات الصباح تجمعت عشرات العائلات بمدخل النفق بسطورة ووضعوا الحجارة و جدوع الأشجار مانعين السيارات من التحرك بالاتجاهين ، كما قام البعض منهم بوضع خيم تمهيدا للسكن بها لأجل غير مسمى يحدد فقط بمدى استجابة السلطات لمطلب منحهم سكنات لائقة و استبدال ما يسكنون بها ، الأخيرة لم تعد قادرة على حماية حياتهم و أبنائهم كما أن معاناتهم امتدت لسنوات طويلة. واتهم المحتجون المسؤولين بعدم تنفيذ وعد ترحيلهم و ممارسة لعبة الاختباء معهم حيث يتجاهلون طلبات مقابلتهم و يتنكرون لحقهم في السكن اللائق و الحياة الكريمة تحت سقف يمنحهم الدفء و الأمان بدلا من أكواخهم المهترئة. و تسببت الحركة الاحتجاجية في خلق طوابير طويلة من السيارات بالقرب من النفق الممتد على الشريط الساحلي بدءا من الميناء ، ليضطر الكثير من السكان لمغادرة وسائل النقل و سيارات الأجرة و مواصلة المسافة سيرا لأمتار معتبرة دون انتظار انتهاء الانتفاضة سيما و أن موجة برد و مطر اجتاحت الولاية و دفعت بالمواطنين للإسراع في العودة لمساكنهم ، أما أصحاب السيارات الخاصة فأرغموا على التوقف و انتظار حضور الجهات الأمنية التي أتت مرفقة بالسلطات المحلية التي سعت لإقناع الغاضبين بفتح الطريق لكن دون جدوى ، حيث أصروا على ترحيلهم مقابل فتح الطريق و اختيار بديل العيش في خيم على الطريق بدلا من العودة لسكناتهم المهترئة. ح .بودينار