يبدو أن المغرب اراد استدراك العداء للجزائر، و هو المسسل الذي شاهده العالم طيلة اسبوع، من البلطڨة و التعدي على رموز الدولة الجزائرية في المغرب، و تشير المعطيات ان المغرب يحاول قلب الصفحة لو بشكل مؤقت . بوادر هذا الانفراج الذي يحاول المغرب القياد به، تجسد في لقاء جمع، صباح امس، بالعاصمة المالية “”باماكو” بين وزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار الذي كان مرفوقا بالوزيرة المنتدبة في الخارجية مباركة بوعيدة، ورمطان لعمامرة وزير خارجية الجزائر على هامش اجتماع وزاري من إجل إقامة أرضية للتنسيق بخصوص أعمال الاستراتيجية المندمجة للأمم المتحدة بمنطقة الساحل. الاجتماع الذي ترأسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وحضره وزراء خارجية عدد من الدول الأفريقية وممثلي المنظمات الجهوية والإقليمية، كان مناسبة لرئيسي الدبلوماسية في المغرب والجزائر، ليناقشا سبل الخروج من المأزق الذي تعرفه العلاقات الثنائية، حيث طلب لعمامرة من مزوار جلسة للتباحث بعد الجلسة الافتتاحية لاجتماع دول الساحل. اللقاء حسب الصحافة المغربية كان حميميا ، و قالت” بعد أن تبادل فيه الطرفان التحية والعناق، تناول فيه وزيرا خارجية البلدين “سبل الخروج من المأزق الذي تعرفه العلاقات الثنائية” ومحاولة إذابة جليد الخلافات بين البلدين والتباحث من أجل ردم هوة الأزمة التي كادت تصل بالعلاقة بين أهم بلدين في المنطقة المغاربية إلى القطيعة خلال الأيام الأخيرة”. كما أرسل العاهل المغربى محمد السادس الذي اشعل الفتنة، برقية تهنئة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة العام الهجرى الجديد 1435 ه، وتعد برقيات التهانى فى المناسبات الدينية والوطنية بين ملوك ورؤساء الدول والحكومات “عرفا دبلوماسيا”، غير أن اللافت أن ملك المغرب الذى دأب على تبادل التهانى مع الرئيس الجزائرى فى كل المناسبات، لم يرسل أى تهنئة له، على غير العادة، خلال احتفال الجزائر بالذكرى ال59 لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية الموافقة لأول نوفمبر عام 1954، وفهم الأمر على أنه انعكاس للأزمة المتصاعدة بين البلدين.