احيت قرية “اث لحسن “ بمنطقة بني يني المتواجد بأعالي جبال جرجرة الشامخة و على بعد 55كلم عن مقر عاصمة ولاية تيزي وزو الذكرى الثامنة لرحيل ابنها الفنان القبائلي وصاحب الصوت العذب” إبراهيم إيزري،” الذي رحل الى الابد تارك فراغا رهيبا في الساحة الفنية القبائلية . حيث التحق المرحوم بالرفيق الأعلى بتاريخ 3 جانفي2005. و قد حضر في هذه الوقفة الترحمية التي جاءت تكريما للفنان الراحل عشرات من الموطنين وأصدقاؤه وعائلته كما تم وضع إكليل من الزهور على قبر المرحوم المتواجد بزاوية “شيخ بلقاسم” بقرية “ث لحسن” بمنطقة بني يني التي تعتبر مسقط رأس الفقيد. للاشارة فان هذه الوقفة التكريمية شاركت فيها عدة جمعيات ثقافية تنشط بالمنطقة .للعلم فان الفنان الراحل ابراهيم ازري” دخل عالم الفن منذ بداية سنوات السبعينات الى جانب عملاقة ألفن القبائلي والجزائري . هذا الفنان الذي داعب البندير ووقف إلى جانب العديد من الأسماء الفنية الجزائرية خاصة تلك التي اتّخذت من الأغنية القبائلية الملتزمة سبيلها للإبداع والتواصل على غرار لونيس آيت منقلات، إيدير، معطوب الونّاس، جمال علاّم وغيرهم من الفنانين الذين بصم إيزري مسيراتهم الفنية. إبراهيم إيزري، صاحب الأغنية الشهيرة “تيزي وزو” النسخة الشعبية لأغنية “فرانسيسكو” والتي أداها إلى جانب إيدير وماكسيم لوفورستيي، هدهدته منذ صغره الألحان الدينية المنبعثة من زاوية سيدي بلقاسم والمعروفة ب«أذكار” بمنطقة آث يني، وهذه الأذكار بالقبائلية كثيرا ما صدحت حنجرته بها وكانت بذلك النهج الذي مرّن صوته وصقل موهبته وفتح له طريق ولوج عالم الفن. ويدرج إبراهيم إيزري كاتب الكلمات والملحّن ضمن جيل الفنانين الملتزمين منذ سنوات السبعينيات الذين استعملوا الفن للمطالبة بتكريس البعد الأمازيغي للشخصية الجزائرية ، وانضم إلى فرقة “إيجودار” وسجّل معها أوّل أغنية بعنوان “أروس سوبرنوس” التي لقيت إعجابا كبيرا من طرف محبي الفن القبائلي، لتليها أغنية “أروس”، وبداية من عام 1977 وطوال ثلاث سنوات رافق إبراهيم إيزري بالقيتار الفنان إيدير، ليحلّق بعد ذلك بجناحيه في مسيرة منفردة حقّقت الكثير من المحطّات المتميّزة، أهمّها الأغنية الأسطورة “أفافا فافهري”.موسيقى ابن دشرة آث لحسن بآث يني، الذي رأى النور عام 1954م وانطفأت شمعته في الثالث من جانفي 2005 جراء سرطان، تعدّ نشوة ألحان، وتعتبر كلماته بسيطة حاملة للأمل كما تمثّل أعماله الموسيقية إبداعا يبحث عن الكمال. وينتمي ابراهيم إيزري، الذي آثر الاستمرار في العمل رغم المرض إلى زمرة الفنانين الذين يدعون للتسامح ويلبّون نداء الجزائر دون تردّد من أوّل نداء.