سلطت محكمة الجنايات بجيجل أمس الأحد حكم السجن المؤبد على شاب في الخامسة والعشرين من عمره بعد تورطه في جريمة قتل بشعة كانت قد هزت مدينة قاوس التي تبعد بنحو خمس كيلومترات عن عاصمة الولاية جيجل شهر رمضان الماضي وبالتحديد ليلة التاسع عشر جويلية من السنة الماضية والتي ذهب ضحيتها حارس مزرعة في الستين من العمر بعدما تم ذبحه من الوريد الى الوريد . وقد استهلت محكمة الجنايات بجيجل دورتها الأولى للسنة الجارية (2014) بهذه الجريمة المثيرة التي هزت عاصمة الكورنيش في احدى ليالي شهر رمضان الماضي والتي ذهب ضحيتها كهل على مشارف على الستين والذي ينحدر من احدى قرى بلدية تاكسنة المجاورة حيث فصلت المحكمة المذكورة في ملف هذه الجريمة من خلال تسليط حكم المؤبد على الجاني “ق/ هيثم” الذي لايتجاوز سنه (25) سنة وذلك بعد اعترافه بكل التهم المنسوبة اليه والتماسه للتخفيف بدعوى أنه لم يكن في كامل قواه النفسية والعقلية لحظة ارتكابه لهذه الجريمة التي وقعت في شهر الرحمة والغفران ولو أن ممثل النيابة العامة كان قد التمس حكم الإعدام في حق المتهم الذي أرجع فعلته هاته الى تعرضه لمحاولة اعتداء من قبل الضحية ليلة الحادثة ليستقر الحكم عند عتبة المؤبد . ولعل المثير جدا في هذه القضية بعيدا عن حكم المؤبد الذي صدر في حق المتهم هو ما كشف عنه التحقيق الإجتماعي الذي قامت به مصالح الدرك الوطني بقاوس حيث بيّن هذا التحقيق بأن الجاني عاش (17) سنة كاملة كأنثى وكان مقيدا في سجلات الحالة المدنية تحت اسم “فاطمة الزهراء” بعدما كان يظن الجميع بأنه ينتمي فعلا الى جنس الإناث غير أن التغيرات الفيزيولوجية التي ظهرت على جسم هذا الشاب بعد بلوغه سن السابعة عشر واخضاعه لفحص هرموني أثبت بأنه من جنس ذكر وهو ماجعل عائلته تضطر الى مراجعة اسمه وحتى مكانته في العائلة وتقييده في سجلات الحالة المدنية تحت اسم “هيثم” بكل ما كان لهذا التغير المفاجئ والراديكالي في حياة هذا الشاب من تأثيرات على سلوكاته التي انقلبت من النقيض الى النقيض خاصة في ظل غياب المتابعة النفسية لحالته التي غطت على أجواء جلسة المحاكمة أكثر من حكم المؤبد الذي صدر في حقه .