أشرفت الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام يوم أمس بسوق أهراس على توزيع كتاب تحسيسي بعنوان اللغم المضاد للأفراد «من الام لكلام» و ذلك بمعية السلطات المحلية و ممثلي اللجنة الوزارية المشتركة لمتابعة تنفيذ اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للافراد التي يتراسها وزير الدفاع، و قد تمت عملية توزيع الكتاب بمدرسة سدور بوزيان بدائرة تاورة حيث اختيرت هذه المدرسة لتكون نقطة انطلاقة في توزيع هذا الكتاب نظرا لكون المنطقة كانت تحتوي على الألغام قبل أن تصبح مدرسة للعلم و المعرفة، و يعد الكتاب شهادة حقيقية ووفية و عمل كل الأطفال القاطنين بالمناطق الملغمة، و هو وثيقة تاريخية تؤرخ لمشاعر الطفولة عبر 51 رسما من مجموع156 أنجزها أطفال من الولاياتالجزائرية التي يعبرها خطا شال و موريس، و ستستمر عملية توزيع الكتاب في ولايات تلمسان، النعامة، بشار، تبسة و الطارف. هذا و رغم مرور خمسين سنة على استقلال الجزائر لا تزال الألغام التي زرعها الجيش الفرنسي تحصد أرواح الجزائريين و تسبب العشرات من الإصابات و التشوهات الجسدية حيث عمدت فرنسا إلى تلغيم المنطقة من أجل فرض الحصار على المجاهدين. و ينتشر حاليا خبراء من الجيش الوطني الشعبي لاستكشاف الألغام و نزعها على الحدود الشرقية و الغربية، هذه الألغام التي تعيد إلى الأذهان بشاعة و جرائم فرنسا الاستعمارية التي لا يمكن أن تطمس حقيقة جرائمها لان الكثير منا مازال شاهدا و ينطق بجرمها و تعتبر ولاية سوق أهراس ثاني منطقة تضررت من جحيم الألغام في الحدود الشرقية . و أكد العقيد مدير برنامج نزع الألغام في وقت سابق، انه يتم الاعتماد على شهادات سكان الولاية و مجاهديها لتحديد أماكن تواجد الألغام ، و من ثم يتم تقسيم المنطقة و تمشيطها من طرف عناصر مختصين في الجيش الوطني الشعبي، حيث يتم البحث عن الألغام و نزعها و حملها في صناديق خشبية مملوءة بالرمال ثم يتم نقلها إلى صناديق معدنية خاصة بالألغام ليتم تفجيرها في فرن خاص، و كانت نسبة التطهير و نزع الألغام بولاية سوق أهراس وصلت إلى اكثر من 56 بالمائة، و تنجز هذه العملية تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية و بتوجيهات من اللواء قائد الناحية العسكرية الخامسة، و قد انضمت الجزائر إلى اتفاقية أوتاوا و التي تتضمن حظر استعمال و تخزين و إنتاج و تطوير و نقل الألغام المضادة للأفراد و تقضي بتدميرها سواء كانت مخزنة أو مزروعة في الأرض . حيث تم لأجل ذلك استحداث ثلاث مفارز مجهزة بأحدث وسائل الكشف و نزع الألغام حيث تبذل مجهودات كبيرة رغم ما تواجه العملية من مصاعب ناجمة كون المنطقة جبلية إلى جانب عدم جدوى خرائط الألغام المسلمة من فرنسا بسبب تأثيرات العوامل الطبيعية التي تبلغ نصف قرن.