بدأت الحملة الانتخابية لرئاسيات أفريل الداخل أمس على وقع» أوتار باردة»حيث لم يستطع المترشحون فرض خطاباتهم في ميدان ظهر المواطنون بعيدين عنه، وهي «تقليد» درج عليه المواطنون، الذين لا يتواترون أخبار الحملة إلا بدخولها أسبوعها الثاني مثلما حصل في تشريعيات ماي 2012 وشهدت المرحلة ما قبل الموعد المقبل، تصعيدا لم تشهده أي انتخابات بالجزائر بين دعاة العهدة الرابعة و الرافضين لها، حتى أن الجدال السياسي ابتعد عن التباري بالبرامج إلى التركيز على العهدة الرابعة، بينما لم يظهر لمقاطعي الانتخابات الرئاسية اثر بالغ في أول يوم من الحملة الانتخابية، بعد أن قرر هؤلاء نقل القرار من المكاتب إلى الميدان مباشرة مع بدء خرجة المترشحين سوى ما تعلق بنشاط وان كان لافتا بزرالدة أمس لمعارضة العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة. بينما طرح مرضه جدالا أوحى إلى انسداد خطير في المواقف، خاصة بعد أن التحق المترشح بوتفليقة بمقر المجلس الدستوري، لايداع ملف ترشحه، بينما تحدى، على فوزي رباعين، رئيس حزب «عهد54» ومترشح رئاسيات أفريل الداخل، الكشف عن أسماء الأطباء الذين منحوا الشهادة الطبية للرئيس بوتفليقة في ملف ترشحه المودع لدى المجلس الدستوري، وأفاد بأنه» من يقول أن صحة بوتفليقة حاليا ليست هي التي كان عليها عام 99 ، فهو مقتنع أن الرئيس مريض وأن ملف ترشيحه مزور». واتفق المترشحون وممثليهم أمس في خرجاتهم الميدانية على ضرورة إخراج الجزائر من المأزق الذي هي فيه، عدا مندوبي حملة الرئيس بوتفليقة الذين أصروا على الاستمرارية بدعوى الاستقرار الأمني، مثلما درج هؤلاء على ترويجه طيلة الأشهر الماضية، وكما كان متوقعا لم تشهد الحملة الانتخابية أمس، رواجا كبيرا بين المواطنين، تماما كما حدث في الأيام الأولى للحملة الانتخابية لتشريعيات 10 ماي 2012، قبل أن تشهد بعض الحركية بعد الأسبوع الثامن من بدءها هذه المرة، وكما لم تظهر خرجة كبيرة لأحزاب المقاطعة، كذلك، بهت بريق أحزاب الموالاة للرئيس بوتفليقة ، ولفت تصريح عبد العزيز بلخادم، أمس انتباه المتتبعين حينما قال إن «العهدة القادمة ستشهد الانتقال من جيل لأخر« ما يعني انه يرجأ تسليم المشعل للجيل الجديد بعد هذه العهدة، ويأتي هذا التصريح بعد رسالة الرئيس بوتفليقة إلى الشعب الجزائري، و الذي أكد فيها أن ترشحه جاء بعد إلحاح الجزائريين، مسلما بمخاطر أعطى انطباعا انه هو الوحيد الذي بمقدوره تجنيب الجزائر تداعياتها. ورغم دعاوى عديدة من قبل السلطة وعلى رأسها، الرئيس بوتفليقة، بان تكون الحملة الانتخابية نظيفة، شهد اليوم الأول، انتقاد المقاطع عبد الرزاق مقري ، رئيس حركة مجتمع السلم لتصريحات لويزة حنون، التي انتقت وجود «قطبية ثنائية» بين الرئيس المترشح والمترشح الحر علي بن فليس» في محاولة إلى توجيه الناخبين إلى هذين المترشحين وإغفال المترشحين الأربعة الآخرين، بينما اعتبر مقري أن حنون متناقضة مع نفسها ، «فهي منافسة لبوتفليقة لكنها تنتقدنا نحن». وفي ظل غياب مراكز لسبر الآراء حول من يحتمل أن يظفر بمنصب رئيس الجمهورية، فقد رجح الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، الأسبوع الماضي أن يفوز المترشح بوتفليقة، ب60 بالمائة، من أصوات الجزائريين، وحتى وان كانت الرئاسيات محسومة في نظر العديد من المتتبعين إلا أن بوح رئيس اكبر حزب بالجزائر، بتلك النسبة زاد من شكوك المعارضة، التي تطالب بتغيير النظام ككل دون حصره في الرئيس بوتفليقة. وما لفت الموعد الانتخابي الحالي الذي يأتي متميزا جدا، نظرا للظروف الداخلية و الإقليمية المشحونة، انه مشبع بمخاطر جراء غليان الجبهة الداخلية من احتجاج البطالين وظهور حركات رفض العهدة الرابعة، وخروج شخصيات كبيرة عن صمتها لأول مرة، على غرار الرئيس السابق اليامين زروال ورئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش والجنرال المتقاعد رشيد بن يلس وأحمد طالب الابراهيمي ، بينما شهد هذا الموعد انسحاب كل من احمد بن بيتور والضابط المتقاعد آيت يعلى، بينما اختار المترشح الذي فشل في بلوغ عتبة المجلس الدستوري بنواري، دعم المترشح الحر علي بن فليس.وظهر أن الأحزاب الإسلامية وقعت هبة كبيرة بتوحدها على مقاطعة الانتخابات ، من حيث لم يسبق أن «تخندق» ولو عن غير قصد، كل من عبد الله جاب الله، رئيس «جبهة العدالة و التنمية» وعبد الرزاق مقري رئيس «حركة مجتمع السلم»، في خيار واحد منذ أول انتخابات تعددية في الجزائر، كما تم هذه المرة، واتفاق قادة التيار الإسلامي، على مبدأ واحد، يكتسي مؤشرا واحدا يتعلق باستحالة قيام السلطة، هذه المرة، بمحاولة تأليب فصيل إسلامي على آخر