أفرج ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بمالي، أمس، عن الرهينة السويسري فرنر غرينر المختطف منذ جانفي المنصرم في النيجر رفقة ثلاثة سياح أوروبيين آخرين، حيث أعلنت السلطات المحلية المالية أن الرهينة الذي تم تسلمه في منطقة غاو سيلتحق بأسرته قريبا بعد مروره بباماكو. أعلنت السلطات المحلية في مالي عن الإفراج عن آخر رهينة أوروبي تم اختطافه في 22 جانفي المنصرم من قبل ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هناك، والذي كانت مصادر مالية قريبة من المفاوضات قد أشارت في وقت سابق، إلى أنه كان بين أيدي مجموعة يقودها الجزائري عبد العزيز أبو زيد، حيث أوضح مصدر من السلطات المحلية في الشمال لوكالة فرانس برس أن الرهينة السويسري الذي تم الإفراج عنه، "متعب جدا وأنه سينضم إلى عائلته بعد عبوره أولا بباماكو"، ليشير في سياق ذي صلة إلى أن فرنر غرينر كان آخر رهينة غربي لا يزال محتجزا لدى التنظيم، والذي تسلمته السلطات المالية في منطقة غاو بعد إطلاق سراحه في الشمال الصحراوي للبلاد. والمتتبع لهذا الشأن يعتبر قرار الإفراج إشارة قوية على أن الحكومة السويسرية قد دفعت الفدية للجماعات الإرهابية، خاصة وأن هذه الأخيرة قد بدأت تنتهج مؤخرا سياسة إعدام الرهائن في حال تخلف حكوماتهم عن دفع الفدية وعدم الاستجابة لشروطها مثلما حصل للرهينة البريطاني الذي تم اغتياله، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن العديد من المحللين قد شددوا على ضرورة ألا تتجه الحكومات الغربية إلى مثل هذا السلوك، باعتباره أحد أهم مصادر تمويل هذا التنظيم. وكان مركز سايت الأميركي لرصد المواقع الإسلامية قد نقل شهر جوان الماضي، بيانا نشر على موقع إسلامي نسب إلى ما يسمى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أعلن خلاله تبنيه لمقتل الرهينة البريطاني أدوين داير الذي كان يحتجزه في مالي، دون أن يوضح الكيفية التي قتل بها، مكتفيا بالإشارة أن الخاطفين قد أقدموا على فعلتهم كرد فعل على "رفض" الحكومة البريطانية الاستجابة لمطالبهم، والمتمثلة في مطالبة الحكومة البريطانية بالإفراج عن أبي قتادة الفلسطيني، وهو الرجل الذي تعتبره لندن من أخطر عناصر الشبكة الإسلامية المتطرفة في العاصمة البريطانية. وفيما يتعلق بالرهينة السويسري، فيجدر التذكير بأنه كان ضمن مجموعة من أربعة سياح أوروبيين خطفوا في النيجر في 22 جانفي المنصرم، حيث تم الإفراج عن امرأتين وهما الألمانية ماريان بيتزولد والسويسرية غابرييلا بوركو غراينر، زوجة فرنر غراينر، في 22 أفريل في شمال مالي، فيما قتل الرهينة البريطاني بداية جوان المنصرم، وكانت عائلتا الرهينتين قد نشرتا بيانا في باماكو طالبتا فيها الخاطفين بالإفراج عن الرهينتين البريطاني والسويسري على حد سواء، فيما أعربت منتخبة رسمية في شمال مالي شاركت في المفاوضات لإطلاق سراحه قبل وقت قصير لوكالة فرانس برس، أن سويسرا قد "تأثرت كثيرا" لحالة الرهينة السويسري خاصة وأنه كان يعاني "تقريبا" من سوء التغذية.