أفرج أمس بمنطقة ''قاوو'' في شمال مالي عن الرهينة السويسري، فرنر غرينر، الذي خطف في نهاية شهر جانفي الماضي في النيجر واحتجز لدى ما يسمى بتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' وفق ما أفادت به السلطات المحلية في مالي. ونقلت وكالة ''رويترز'' عن مصدر مقرب من السلطات المحلية في الشمال قوله ''إن الرهينة السويسري أفرج عنه وهو متعب بسبب إحجامه عن تناول الغذاء منذ مدة، كما أكد المصدر المالي ''إن الرهينة السويسري سيلتحق بعائلته بعد مروره أولا بباماكو'' وهو آخر رهينة غربي كان لايزال محتجزا لدى ما يسمى بتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' من ضمن ست رهائن غربيين اختطفهم في منطقة الساحل. وكان تنظيم ما يسمى بالقاعدة قد قتل الرهينة البريطاني إدوين داير، نهاية الشهر الماضي، بعد أن رفضت لندن الرضوخ لشروط المختطفين المتمثلة في الإفراج عن الإرهابي أبو قتادة الفلسطيني المحتجز لدى السلطات البريطانية، فيما أفرج من قبل في منتصف فبراير عن أربع رهائن ويتعلق الأمر بألمانيين وكنديين. وفيما تم التكتم على الظروف التي تمت فيها عملية الإفراج عن الرهينة السويسري، كان التنظيم الإرهابي قد طالب بفدية 10ملايين أورو حسب بعض المصادر. وفيما يجهل إن كانت السلطات السويسرية قد دفعت الفدية للإرهابيين أو تفاوضت معهم بعدما منعت السلطات المالية من القيام بمفاوضات، فإن الحديث عن الإفراج وليس التحرير يعني بالضرورة أن العملية لم تتم بالقوة، وعلى هذا الأساس كانت الجزائر وعلى لسان رمضان لعمامرة، مفوضها في الاتحاد الإفريقي للسلام والأمن، قد وعدت بتقديم مشروع قرار خاص بمشكلة دفع الفدية لتناقشه الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، والوصول إلى اتفاق نهائي يقضي بمنع دفع الفدية للإرهابيين. ويأتي موقف الجزائر المرافع على ضرورة الحذر من الوقوع في شرك التنازل للإرهابيين والخضوع لتهديداتهم لدرء الأبعاد الخطيرة لتمكن العناصر الإرهابية من المال، بحيث أثبتت السوابق الإرهابية وأهمها سابقة الخمسة ملايين أورو التي يكون عبد الرزاق البارا قد تلقاها بعدما اختطف السواح النمساويين والألمان قبل أن يتمكن الجيش الجزائري من تحريرهم بعد عملية دهم قام بها الجيش في معاقل الإرهابي عبد الرزاق البارا. وهو ما يؤكد أن عمليات الاختطاف التي تطال السواح في منطقة الساحل، إضافة إلى الاتجار في الممنوعات وكذا التهريب الذي كانت تستغله للحصول على مصدر تمويل النشاطات الإرهابية ليس في الصحراء فقط بل حتى في الشمال، كما حدث مع القافلة الإرهابية المدججة بأحدث الأسلحة التي حاول عبد الرزاق البارا تسريبها إلى المناطق الشمالية حيث معاقل الإرهاب والتي تمكن عناصر الجيش الوطني الشعبي من إحباط نزولها إلى الشمال نهاية سنة 2003ليلة العيد الأضحى.