أفرجت أمس الجماعات الإرهابية النشطة بمالي عن الرهينة السويسري فرنر غرينر، الذي خطف في 22 جانفي الماضي رفقة ثلاثة أوروبيين آخرين في النيجر بعد العودة من مهرجان شعبي أقيم في مالي. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن مصدرا وصفته بالمقرب من السلطات المحلية في شمال مالي قد قال ''إن الرهينة السويسري أفرج عنه وهو متعب جدا، وسينضم إلى عائلته بعد عبوره أولا بباماكو''، مشيرة إلى أن عملية إطلاق سراح فرنر غرينر، وتسليمه للسلطات المالية قد تم بمنطقة غاو الواقعة غرب البلاد . ورغم تداول خبر الإفراج عن الرعية السويسري من طرف عدة أوساط إعلامية، إلا أن السلطات المالية لم تصدر أي إعلان رسمي متعلق بالموضوع، والأمر نفسه بالنسبة لسويسرا التي لم تعلن هي الأخرى إن كان مواطنها قد أفرج عنه أم لا، فضلا عن كشف حيثيات الصفقة إن اكنت فيها صفقة مقابل إطلاق سراح الرهينة. وتأتي عملية الإفراج بعد أيام قليلة من إعلان مصدر مقرب من فريق المفاوضات مع الجماعات الخاطفة أن ورنر غراينر مازال على قيد الحياة، وقد عاد لتناول الطعام بعد الإرهاق الذي تعرض له، والذي أكد حينها أن الاتصالات مع الخاطفين لازالت جارية لإنقاذ حياة الرهينة. ومن جانبه، كان مبعوث بريطانيا الخاص إلى مالي، قد أكد أن بلاده التي أعدم مواطنها أدوين داير من طرف هؤلاء الإرهابيين لن تتخذ أي إجراءات قد تودي بحياة الرهينة السويسرية. و نجا ورنر غراينر من الموت، كون التنظيم الإرهابي المسمى '' القاعدة في بلاد المغرب'' قد قال في 22 ماي الماضي أنه سيمهل بريطانيا 15 يوما للإفراج عن منظر الجماعات الإرهابية أبي قتادة، مع دفع فدية قدرها حوالي 10 ملايين دولار، وهدنة مدتها شهران مقابل إطلاق سراح ورنر غراينر مع مواطنها أدوين داير الذي قتل والسويسري. ويبدو إن الإفراج عن الرهينة السويسري جاء بعد الحصار الذي فرض على الجماعات الخاطفة من طرف الجيش الحكومي المالي بمساعدة عدة دول، في محاولة من هذه الجماعات لتقليل الجبهات التي تقف ضدها، وكذا لإبداء موقف بخصوص الدعوة التي وجهتها لبماكو، والتي تطالبها فيها بالكف عن ملاحقة عناصرها الإرهابية مقابل أن تكف هي الأخرى عن استهداف عناصر الجيش الحكومي المالي. ويذكر أن الجماعات الخاطفة كانت قد أعلنت في 18 فبراير خطفها أربعة سواح أوروبيين منذ 22 يناير الماضي وهم البريطاني أدوين داير و السويسري ورنر غراينر وزوجته غبرييلا بوركو غراينر والألمانية ماريان بتزولد اللتان أطلقا سراحهما في وقت سابق رفقة دبلوماسيين كنديين اثنين كانا قد اختطفا أيضا في النيجر في منصف شهر ديسمبر من عام 2008 .