يتقاسم سكان بلدية نقرين بولاية تبسة أوضاعا مزرية لا يقوى على تحملها بشر، فهذه المنطقة التي تبعد عن عاصمة الولاية ب 160 كلم تعيش في عزلة تامة محرومة من أبسط ضروريات الحياة الكريمة، ويوميات هؤلاء شبيهة بأيام الإنسان البدائي والتي تقتصر على الأكل والنوم، ناهيك عن انتشار الحشرات والزواحف محولة حياة العائلات إلى جحيم لايطاق ،أما الأطفال فلا يعرفون لطعم التسلية والترفيه معنى . تتميز منطقة نقرين بولاية تبسة بقسوة مناخها حيث تتجاوز درجة حرارتها ال45 درجة مئوية تحت الظل، وهذا لتأثرها بالمناخ الصحراوي الحار والجاف، و تبعد هذه المنطقة عن عاصمة الولاية تبسة ب 160 كلم ،وهو الأمر الذي جعلها في عزلة تامة حيث يعاني سكانها من الحرمان ويتقاسمون ويلات الحرارة والقلق والملل والرعب من الزواحف الضارة كالأفاعي و الثعابين والعقارب والذباب والناموس التي اتخذت من المستنقعات وبرك الماء موطنا لها وأصبحت تشكل خطرا على صحة وسلامة المواطنين، وما ضاعف من هذه المعاناة الغياب التام لوسائل الترفيه ومرافق الراحة والتسلية بالمنطقة حيث تنعدم المسابح و المساحات الخضراء وكذا دور الشباب التي تلعب دورا كبيرا في مثل هذه الظروف على التقليل من العوامل المناخية القاسية والمملة والتي تجعل من المواطن على حافة الانهيار . أما أطفال نقرين فلا تعرف هذه الشريحة للترفيه طعما ويراودهم غالبيتهم حلم رؤية البحر والاستمتاع بزرقة مياهه التي حرموا منها ولم يسعفهم الحظ لرؤيتها بسبب الفقر والعوز الذي تعاني منه عائلاتهم أمام التكاليف الباهظة التي تتطلب عملية التنقل إلى السواحل بهدف الترفيه والاستجمام وبالتالي فهم في حاجة ماسة لمن يتكفل بهم ويشد بأيديهم ويمكنهم من قضاء ساعات ممتعة على الشاطئ يستطيعون خلالها من شم نسيم الساحل والتمتع بمياه البحر والمناظر الطبيعية الخلابة ولو لمدة قصيرة ينسون بواسطتها من المعاناة التي حرمتهم من براءتهم خاصة وأن هذه الشريحة تمثل أزيد من 80 بالمائة من سكان دائرة نقرين .