وأخيرا،سيكتشف عشاق الريشة والألوان بالجزائر العاصمة إبداع الفنان التشكيلي محجوب بن بلة الذي يحتضن حاليا المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر تحفه التي حظيت بالإعجاب والتقدير أينما حل، حيث استطاع أن يترك بصماته الفنية راسخة في مختلف أنحاء المعمورة، التي تفننت أنامله في تزيين ساحاتها وأماكنها العمومية والخاصة ومتاحفها المشهورة وأروقتها المحظوظة ، يمكن للجمهور اكتشافها في معرض ضخم يفتح أبوابه إلى غاية شهر جويلية المقبل. يقدّم محجوب بن بلة هذه المرة، تشكيلة متنوعة في معرض كبير تمّ التحضير له منذ أكثر من سنة ، حيث زين المساحة الواسعة التي تميز المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بالعاصمة، يمنح للجمهور من متذوقي الفن الراقي حوالي 220 عملا يمثّل مساره بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال. محجوب بن بلة، إسم له وزن ثقيل وشأن كبير في عالم الفن التشكيلي، وريشة عملاقة ومتميزة في دنيا الألوان والأشكال والرموز، التي نشأت بينه وبينها علاقة عشق أزلي، تجاوز عمرها خمسة عقود من الزمن بقليل، فصارت منه وصار منها، وصنع من خلالها العجب وما يسحر الأنظار ويسلب العقول، لوحات وجداريات وزخارف فخارية لا تعد ولا تحصى. لمعت موهبته، التي تضمّ تقنيات مختلفة، في أعمال ضخمة منها لوحة بمطار الرياض الدولي -1982-، لوحة على 12 كلم من الطريق على مسار باريس - درباي المشهور -1986-، عمل معروض على مساحة 4 آلاف متر مربع بملعب »باسيمبو« بساوبولو البرازيلية أنجزها في سنة1999 فضلا عن ديكور محطة ميترو بتورنوانغ قام بها عام2000. يعتبره نقّاد الفن فنانا من الدرجة الأولى، أمّا الأروقة والمتاحف والمجموعات الخاصة والعامة، فهي جدّ مهتمة بأعماله التي نالت إعجاب الجمهور وجابت ولا تزال تجوب القارات الخمس، وفي 2005 تمت إضافته إلى دليل متحف »الميتربوليتان« بنيويورك، مهد الفن المعاصر، وكان ذلك خير دليل على مرجعيته بالساحة الفنية. تشبع محجوب بالفن الغربي، دون المساس بأصالته وثقافته العربية، التي صانها وحافظ عليها ولم يفرط فيها طوال مساره الفني حيث عرف كيف يحوّل الخط إلى رسومات، وكيف يخلق حوارا بين الرموز والألوان، بطريقة تجعلك تمعن النظر في أعماله، لتكشف عن تفاصيله، هو من مواليد مدينة التراث والأصالة مغنية سنة 1946ثم زاول دراسته بالفنون الجميلة بوهران حتى ,1965 قبل أن يلتحق بمدرسة الفنون الجميلة بتوركوان بشمال فرنسا، حيث لا يزال يعيش ويعمل بها، ورغبة منه في تحسين معارفه، زاول دراسته بالمدرسة العليا للفنون ثم بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس، فهو فنان متواضع وخجول وحساس ومبدع، الرسم بالنسبة له هو الحياة، والريشة عنده مثل القلم، الذي يحمله ليرسم حروفا جردها من معانيها واحتفظ بأشكالها حتى يلبسها أبهى حلة، ليسرد قصصا وحكايات فنية، تشع بالخيال الساحر والجمال الأخاذ على لوحة أو قطعة خزفيةما، كل هذه المواصفات جعلت من محجوب بن بلة قامة فنية كبرى، أفتكت لنفسها عن جدارة واستحقاق مكانة مرموقة بين الرسامين العالميين الكبار.