سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلاقات الجزائرية الفرنسية جيدة ولكنها بحاجة إلى مزيد من الدعم والتقوية قال إن الوقت حان لتقييم ما فات وتحديد الأهداف المستقبلية، السفير الفرنسي بالجزائر يؤكد
اعتبر السفير الفرنسي الجديد في الجزائر، أندري باران، أول أمس، خلال الحفل الذي أشرف عليه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي المصادف ليوم 14 جويلية من كل سنة، الحضور الكثيف في هذا الحفل من طرف الفرنسيين والجزائريين شهادة على الصداقة والروابط المميزة بين البلدين واغتنم الفرصة ليحيي المحاربين الجزائريين القدامى في الجيش الفرنسي. أوضح السفير الفرنسي، أن تاريخ 14 جويلية يأتي هذه المرة في ظرف مميز، مصادفة مع الانتخابات الرئاسية بفرنسا من جهة واحتفال الجزائر بالذكرى الخمسين للاستقلال من جهة أخرى، حيث حيا ما تم إنجازه خلال 5 عقود في عدة مجالات وقال »نحن على دارية بما عاناه الجزائريون من ظروف صعبة ونحن معجبون بشجاعتكم ونحن على دراية بقوة تطلعاتكم ونتمنى لكم النجاح في تعميق الديمقراطية والتنمية وعليه فإن الوقت ملائم من أجل إلقاء نظرة متمعنة على العلاقات الجزائرية الفرنسية، تقييم الطريق الذي تم قطعه وتحديد الأهداف المستقبلية هذه المبادرة والخطوة التي أرادت السلطات الفرنسية التسريع بها وستكون في قلب المحادثات مع وزير الخارجية لوران فابيوس، إضافة إلى زيارة فرنسوا هولاند الرئيس الفرنسي إلى الجزائر المرتقبة قبل نهاية العام الجاري«. السفير الفرنسي أشار إلى التعاون الواسع بين البلدين، مؤكدا أن الجزائر تعد بالنسبة لفرنسا أول أو ثاني بلد لتوجيه قروض التعاون، مع التركيز على التعليم العالي، البحث وعصرنة الإدارة، وقد تم توقيع أكثر من 600 اتفاقية شراكة بين الجامعات الجزائرية ونظيراتها الفرنسية، أكثر من 1500 أستاذ باحث يستفيدون من منح تكوين سنويا بفرنسا، 22000 طالب جزائري، 5000 منهم يدرسون كل سنة في جامعاتنا. وعلى المستوى الاقتصادي، قال المتحدث »العلاقات قوية بين البلدين، فرنسا تبقى أول ممول للجزائر وثالث شريك تجاري مع 450 مؤسسة فرنسية حاضرة بالجزائر خارج قطاع المحروقات ، نحن أول المستثمرون في الجزائر ساهمنا في خلق مناصب عمل، التكوين المهني وتحويل التكنولوجيا ونتمنى تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما تم منح 100 ألف تأشيرة في 2007 وستصل إلى 200 ألف في سنة 2012، هي حصيلة مشرفة تؤكد مدى عمق البعد الإنساني في العلاقات الجزائرية الفرنسية«. وأضاف السفير الذي سعى إلى تشبيه قضية الذاكرة بين الجزائروفرنسا بتلك العلاقة التي ربطت فرنسا بألمانيا قائلا، »50 سنة بعد الاستقلال حان الوقت لتقوية الحوار بيننا لأن الشعوب تطالب بذلك والجو السياسي بات ملائما للطرفين لأنه من غير المعقول أن لا نستفيد من الفرص المعروضة أمامنا بعد تاريخ مشترك لمدة قرنين، بحركية وألام ولأن مصيرنا مشترك، فإننا مجبرون بأن نبني مستقبلنا معا وأنا على وعي بطبيعة الحال بضرورة إيجاد وسائل لتضميد جراح الماضي« وذكر أندري باران، بما قاله رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة في برقية التهنئة التي أرسل بها إلى نظيره الفرنسي فرنسوا وهولاند والتي حملت كثير من المعاني وذكر كذلك برسالة هولاند التي بعث بها بمناسبة استقلال الجزائر يوم 5 جويلية وهو ما اعتبره السفير دليل على وجود إرادة للذهاب نحو الأمام.