تناولت الصحف الفرنسية الصادرة أمس; موضوع زيارة وزير الخارجية الفرنسي “لوران فابيوس” إلى الجزائر كأول وجهة اختارها من بين الدول العربية والإسلامية، وأفردت حيزا واسعا للقضايا التي تشغل بال البلدين في الوقت الراهن، والتي من أبرزها موضوع الذاكرة والوضع الملتهب في مالي. تطرقت صحيفة “لوفيغارو” إلى توقيت زيارة الوزير الفرنسي للعلاقات الخارجية التي تتزامن مع إحياء الجزائر لذكرى خمسينية الاستقلال، مع كل ما تحمله هذه الذكرى من زخم تاريخي مشترك بين البلدين، ووصفت الصحيفة المقربة من اليمين، العلاقات الجزائرية الفرنسية بالمتقاربة ولكنها صعبة ومعقدة في نفس الوقت، كما أشارت لرسالة “فرانسوا هولاند” الأخيرة التي وجهها للرئيس بوتفليقة، حيث قال “هناك مكان حاليا لنظرة واضحة ومسؤولة للماضي المشترك”. من جانبها، تناولت صحيفة “لاكروا” الرسالة التي بعثها الرئيس بوتفليقة إلى نظيره الفرنسي “فرانسوا هولاند”، وعنونت الصحيفة “بوتفليقة يدعو لفحص واضح وشجاع للماضي بين الجزائروفرنسا”، ونشرت مقاطع مطولة من رسالة بوتفليقة، في حين أبرزت مجلة “جون أفريك” أن فابيوس خص الجزائر بزيارته الأولى لبلد عربي مسلم، وأوضحت أن هدف الزيارة سيكون التحضير لزيارة “فرانسوا هولاند” إلى الجزائر التي ستكون قبل نهاية السنة. بدورها، أفردت صحيفة “لوموند” حيزا كاملا لكلام الوزير فابيوس عن الوضع في مالي، وذكرت الصحيفة أن فرنسا ترى في استعمال القوة العسكرية حلا لمعضلة مالي، وأشارت إلى مخاوف “فابيوس” من أن ينعكس تدخل قوة فرنسية في المنطقة إلى ردة فعل عكسية على محتل سابق، ونقلت تصريحاته التي قال فيها “ أن فرنسا لعدة أسباب لن تكون في الخط الأول من المواجهة.” أما صحيفة “لوبارزيان”، فركزت على وضعية الرهائن الفرنسيين في الساحل، حيث قالت أنهم بصحة جيدة، ونشرت نبأ الإفراج عن الرهائن الجزائريين الثلاثة استنادا إلى مصادر جزائرية. وحسب “موقع 20 دقيقة “ تأتي زيارة فابيوس لتعطي إشارات على عودة الدفء للعلاقات بين البلدين، على الرغم من أن فرنساوالجزائر برأي الموقع لم يتوصلا إلى اتفاق بتنظيم حدث رسمي مشترك لتخليد ذكرى خمسينية استقلال الجزائر وذكرى مرور 50 سنة على رحيل فرنسا من الجزائر، واستعان الموقع بتحاليل لمختصين في العلاقات الجزائرية الفرنسية، أشاروا فيها إلى ضرورة أن تصبح العلاقات أكثر قوة مقارنة بالعهدة السابقة للرئيس ساركوزي، على اعتبار أن الرئيس الحالي “فرنسوا هولاند” يعرف الجزائر جيدا منذ كان طالبا، حيث اختار أن يجري تربصه في إطار دراسته بالمدرسة الوطنية للإدارة في الجزائر، كما أنه زارها عدة مرات كسكرتير أول للحزب الاشتراكي ومن ثم فهو يعرف الجزائر ومسؤوليها بشكل جيد.